سعود عبد الحميد يعض أصابع الندم بعد الرحيل عن دوري روشن وهذه كانت وجهته الصحيحة قبل أن يظل الطريق

سعود عبد الحميد يعض أصابع الندم بعد الرحيل عن دوري روشن
  • آخر تحديث

في سياق متابعته الدقيقة لمسيرة أبرز اللاعبين في الساحة الكروية السعودية، عبر الناقد الرياضي المعروف سلطان الشمري عن رأيه بخصوص انتقال النجم السعودي سعود عبدالحميد إلى أحد أندية الدوري الإيطالي، وتحديدا نادي روما. 

سعود عبد الحميد يعض أصابع الندم بعد الرحيل عن دوري روشن 

معتبر أن هذه الخطوة لم تكن قائمة على أسس مدروسة بشكل كافي، سواء من اللاعب نفسه أو من وكيل أعماله.

سعود عبدالحميد

افتتح الشمري حديثه بالإشادة الكبيرة بموهبة اللاعب، مؤكد أن سعود عبدالحميد يعد من أبرز الأسماء الكروية التي أنجبتها الكرة السعودية في السنوات الأخيرة.

فقد تميز بسرعته، وقدرته على التحرك في الأروقة الدفاعية والهجومية، إلى جانب أدائه الحماسي الذي أكسبه ثقة المدربين والجماهير على حد سواء.

ورغم ذلك، فإن الانتقال المفاجئ إلى أحد أقوى الأندية الأوروبية لم يكن، من وجهة نظر الشمري، الخطوة المثالية في هذه المرحلة من مسيرته الرياضية.

الانتقال إلى روما

أوضح الشمري أن اختيار نادي روما كوجهة احترافية أولى لم يكن موفق، مشيرا إلى أن القرار قد تم دون دراسة شاملة أو تحليل دقيق للواقع الرياضي والمعيشي داخل النادي، سواء من قِبل اللاعب نفسه أو من وكيله.

وأشار إلى أن نادي روما يمر بظروف رياضية معقدة وأجواء داخلية صعبة، وهو ما يتطلب من اللاعب قدرات خاصة للتأقلم والتعامل مع الضغوط، خاصة إذا كان اللاعب قادم من بيئة كروية مختلفة مثل الدوري السعودي.

الدوريات الأنسب

واقترح الناقد الرياضي أن الأفضل لمسيرة عبدالحميد كان يتمثل في الانضمام إلى أحد الأندية في الدوري الهولندي أو البلجيكي، حيث توفر هذه الدوريات بيئة تدريبية متقدمة، إلى جانب كونها معروفة بتطوير اللاعبين الشباب وصقلهم قبل انتقالهم إلى الدوريات الكبرى في أوروبا.

وأضاف أن مثل هذه التجارب تكون أكثر ملاءمة للاعبين الذين يخطون أولى خطواتهم الاحترافية في القارة العجوز، حيث تساعدهم على التدرج في الأداء الفني والتكتيكي والتأقلم مع الإيقاع الأوروبي.

الدوري الإيطالي

أشار الشمري إلى أن اللعب في الدوري الإيطالي ليس بالأمر السهل، فهو دوري يعرف بقوته البدنية العالية، والانضباط التكتيكي الشديد، ما يعني أن أي لاعب ينتقل إليه يحتاج إلى جاهزية بدنية قصوى ووعي خططي عالٍ، إضافة إلى القدرة على تحمّل الضغوط الإعلامية والجماهيرية.

وذكر أن كثير من اللاعبين أصحاب المهارات العالية لم ينجحوا في إيطاليا بسبب هذه المتطلبات الخاصة، فكيف الحال بلاعب ما زال في طور التجربة والتأقلم مع البيئة الأوروبية.

ضرورة التخطيط المرحلي قبل الانتقال الأوروبي

في ختام مداخلته، شدد سلطان الشمري على أهمية أن يكون الانتقال إلى الأندية الأوروبية قرار استراتيجي لا عاطفي، ويجب أن يبنى على تحليل دقيق للفرص والمخاطر، سواء من اللاعب أو من الجهات المشرفة عليه، بما في ذلك وكلاء الأعمال والمستشارين الرياضيين.

وأكد أن الاحتراف الخارجي ليس مجرد انتقال بين أندية، بل هو انتقال ثقافي وذهني وفني يتطلب نضج واستعداد شامل، وإلا فإن التجربة قد لا تحقق النتائج المرجوة، بل قد تؤثر سلب على مسيرة اللاعب ومستقبله الرياضي.

بهذه الرؤية، يوجه الشمري رسالة ضمنية إلى اللاعبين السعوديين الشباب: خطوة الاحتراف حلم مشروع، ولكن النجاح فيه يبدأ من التخطيط الذكي والاختيار الصحيح للبداية.