السعودية تبدء رسمياً تطبيق قيود وضوابط جديدة على حوالات المغتربين الى هذه الدول العربية وتحدد حد أقصى للتحويلات المسموح بها

السعودية تبدء رسمياً تطبيق قيود وضوابط جديدة على حوالات المغتربين الى هذه الدول العربية
  • آخر تحديث

في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي، أقرت السلطات في المملكة العربية السعودية إجراءات تنظيمية صارمة تتعلق بعمليات تحويل الأموال إلى الخارج، وخصوصا من قبل المقيمين، وذلك ضمن حزمة أوسع من السياسات التي تسعى إلى حماية الاقتصاد المحلي ومكافحة الاستخدامات المشبوهة للأموال.

السعودية تبدء رسمياً تطبيق قيود وضوابط جديدة على حوالات المغتربين الى هذه الدول العربية 

أعلنت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" عن اعتماد لائحة تنظيمية محدثة تنظم بشكل صارم عملية التحويلات المالية من قبل المقيمين إلى خارج البلاد.

وقد تضمنت هذه اللائحة تحديد حد أقصى للمبالغ المسموح بتحويلها في كل عملية، بالإضافة إلى فرض التزامات واضحة تتعلق بالإفصاح عن طبيعة التحويل وأطرافه.

الحد الأعلى المسموح به في التحويلات الخارجية

بموجب التنظيم الجديد، تم وضع سقف مالي صارم لتحويل الأموال إلى الخارج، حيث لا يُسمح بتحويل مبلغ يزيد عن 35,000 ريال سعودي في العملية الواحدة، سواء تمت عبر البنوك أو من خلال شركات الصرافة أو عبر التطبيقات المالية الإلكترونية.

وقد شددت السلطات على ضرورة الإفصاح الكامل والدقيق عن الغرض من التحويل وتحديد الجهة المستفيدة من المبلغ، كشرط أساسي لقبول أي عملية تحويل.

عقوبات صارمة على المخالفين

حرصت الجهات التنظيمية على التأكيد بأن أي محاولة لمخالفة التعليمات المتعلقة بتحويل الأموال ستقابل بعقوبات حاسمة تهدف إلى ردع التجاوزات وحماية النظام المالي، وتشمل العقوبات ما يلي:

  • غرامات مالية قد تصل إلى 500,000 ريال سعودي.
  • عقوبة السجن، وذلك بحسب نوع وطبيعة المخالفة المرتكبة.
  • الترحيل الفوري للمقيمين المخالفين، في حال ثبت تورطهم في عمليات تحويل غير نظامية أو استخدام الأموال لأغراض مشبوهة أو غير مشروعة.

خيارات قانونية وآمنة متاحة لتحويل الأموال من داخل السعودية

رغم هذه الإجراءات التنظيمية المشددة، إلا أن الحكومة السعودية حرصت على توفير قنوات آمنة ومرخصة لتحويل الأموال إلى الخارج، بما يضمن تيسير الأمور للمقيمين والمواطنين الراغبين في إجراء تحويلات نظامية، وتشمل هذه الوسائل:

  • البنوك المحلية: من خلال أنظمة التحويل الدولية مثل "سويفت"، والتي تُعرف بمستوى عالي من الأمان والتوثيق.
  • شركات الصرافة المعتمدة: مثل "ويسترن يونيون"، "موني جرام"، و"مرسال"، والتي تعمل تحت إشراف ورقابة رسمية من السلطات.
  • التطبيقات الإلكترونية المالية: أصبحت خيار شائع بفضل سهولتها وسرعتها، لكن يشترط أن تكون هذه التطبيقات مرخصة ومعتمدة من الجهات المختصة.

رقابة صارمة لحماية الاقتصاد ومكافحة الجرائم المالية

جاءت هذه الإجراءات في إطار رؤية شاملة للحكومة السعودية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الأنشطة غير القانونية، عبر تعزيز نظم الرقابة على التدفقات المالية وضمان الشفافية في كل عمليات التحويل.

كما تهدف السلطات إلى خلق بيئة مالية منظمة وآمنة تمكن الأفراد من إدارة أموالهم دون الخضوع لأي ممارسات مالية غير قانونية أو استغلال من جهات مشبوهة.

وقد دعت الجهات الرسمية جميع المقيمين إلى الالتزام الكامل بالتعليمات واللوائح المعمول بها، والتعامل فقط مع القنوات المالية المرخصة والمعتمدة، وذلك تفادي للمساءلة القانونية والعقوبات.

تعد هذه القرارات علامة واضحة على جدية المملكة العربية السعودية في تطوير بيئتها المالية وضمان انضباطها، مع تشجيع المقيمين على التعامل المسؤول مع أموالهم بما يضمن سلامة النظام الاقتصادي الوطني ويعزز من مكانة المملكة كمركز مالي موثوق في المنطقة.