5 معالم تاريخية يمر عليها الحجاج في طريقهم بين مكة والمدينة على الطريق السريع وطريق الهجرة

5 معالم تاريخية يمر عليها الحجاج في طريقهم بين مكة والمدينة
  • آخر تحديث

تمر القوافل والحافلات التي تقل الحجاج بين مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر طرق تاريخية تحمل في طياتها عشرات المعالم الإسلامية ذات البُعد الروحي والتراثي، سواء على الطريق السريع الحديث أو مسالك الهجرة القديمة.

5 معالم تاريخية يمر عليها الحجاج في طريقهم بين مكة والمدينة

نقدم في هذا الخبر المحترف خمسة معالم بارزة يمر بها الحجاج، مرتبة وفق ترتيب المسار التجاري والديني، بما ييسر عليهم استكشاف تاريخهم وهويتهم الإسلامية.

بوابة مكة (Mecca Gate)

تقع هذه البوابة الضخمة على الطريق السريع المؤدي إلى مكة، وهي عبارة عن قوس حديدي ومعدني وقاعدته مستوحاة من آيات القرآن، رمزية ترمز إلى دخول الحرم الشريف.

شُيِّدت عام 1979 وصممها المعماري دياب عزيز دياب، وهي بمثابة العتبة الفاصلة بين العالم الخارجي والفضاء المقدس لمدينة الإسلام (
تستقبلكم البوابة بأعمال فنية وزخارف مضاءة ليلا، مؤمنة ومهيأة للماره، وتكثر حولها التشجير والتصاميم العمرانية، ما يجعلها نقطة تعبيرية عن احترام المكان واستعداده لاستقبال ملايين الحجاج كل عام.

وادي الأبطح (Al‑Abtah)

على الطريق من منى عائدين إلى مكة، يمر الحجاج بوادي الأبطح، المعروف أيضا بالأسم "المحاسب"، وهو موضع ارتحل إليه النبي محمد ﷺ بعد إتمامه مناسك حج الوداع في 13 ذي الحجة وقف فيه للصلاة والراحة.


رغم كونه غير فرضٍ من مناسك الحج، إلا أن الوقوف عند الأبطح يعتبر سنة محمودة، وتجتمع فيه عناصر الاستراحة والذكر، وقد وردت أحاديث عن أُنس بن مالك رضي الله عنه وأسماء بن عمر عن تابعيين عن فعل الرسول ﷺ والصحابة هناك .

جبل ثور وغار ثور (Jabal Thawr – Ghār Thawr)

يصعد القطار للحجاج الجهة الجنوبية الشرقية لمكة ليروا جبل ثور الذي يرتفع نحو 750 م فوق سطح البحر، ويخفي غار معروف بغار ثور.

احتضن النبي ﷺ وأبي بكر الصديق فيه أثناء هجرتهما، وتميز الغار ببابين وسعة كافية للحماية من طوفان قريش 
يزار للإحياء الذكريات والعبر، رغم أن بعض الفقهاء يحذرون من التقديس وإنما هو للتأمل والتعلم. موقعه يبعد نحو 4 كيلومترات من المسجد الحرام، عبر طريق قديم يعود للعهد الإسلامي الأول 

جبل النور وغار حراء (Jabal Nour – Ghār Hira')

إلى الشمال الشرقي من مكة وعلى ارتفاع 634 م، ينبثق جبل النور حيث يقع غار حراء الذي كان مختلى للإلهام والنزول الأول للوحي جبريل على النبي ﷺ، قبل البعثة 
الغار عبارة عن فجوة صغيرة تتسع لخمسة أشخاص، ويطل من أعلى الجبل على مكة بأبنيتها، ما يجعله موقع مؤثر روحاني وعلمي عند القادم للتقصي عن عصر القرآن المبكر.

الطريق التاريخي – درب الحج (Darb al‑Hajj)

إلى جانب المسارات الحديثة، يمر الحجاج بمزارات ومسالك أثرية للطريق الشامي أو طريق الهجرة، الذي كان يربط دمشق بمكة والمدينة، ويضم محطات تاريخية مثل الجحفة، ذو الحليفة، ينبع، وغيرها
ومع الاهتمام الحكومي عبر العصور، شقت القنوات وجهزت الآبار، وأقيمت الحصون والمساجد للراحة والتزود بالماء، تاركة نقوشًا إسلامية محفورة بحروف الحجاج الرحالة .

السياق الحديث والتطوير العمراني

في السنوات الأخيرة، روضت مسارات النقل بين مكة والمدينة عبر مشاريع بنية تحتية ضخمة: الطرق السريعة والجسور والأنفاق، بينما حرصت السعودية على فتح المحاور التاريخية في شكل تراثي — إن شاءت — يتيح التوعية والتمكين. من أمثلة ذلك مشروع القطار الكهربائي (القطار الخفيف) والحواجز المخصصة لتسهيل توجه الحشود وإنجاح طوف الحج .

  • بوابة مكة: تمثل بداية الرحلة، تجمع تاريخ الدخول إلى الحرم الجديد والمعاصر.
  • الأبطح: تجسيد للسنة النبوية، فاصل بين منى والمشهد الذي يليه.
  • ثور وحراء: أيقونات الرحلة النبوية من بداية الوحي إلى الهجرة.
  • درب الحج: يعيد الحجاج إلى جذور النقل الأكربه في الحقب الإسلامية القديمة.

بهذه المعالم، يتناغم طريق الحرير الإسلامي مع مسالك الحج المعاصرة، في مشهد يمتزج فيه تاريخ الرسالة ببصمة التحديث الحضاري، مانحً الحاج فرصة لعيش الشعور الأولي بالهجرة والارتقاء الروحي وسط معابد وتلال وسهول مصانة بحب وترميم.