هكذا تسببت الهند في ارتفاع درجات الحرارة في السعودية وتصدرها لاكثر مناطق العامل سخونة

هكذا تسببت الهند في ارتفاع درجات الحرارة في السعودية
  • آخر تحديث

في مداخلة إذاعية أجراها عبر أثير إذاعة «العربية إف إم»، قدم عقيل العقيل، محلل الطقس بالمركز الوطني للأرصاد، شرح وافي يسلط الضوء على الأسباب الجوهرية التي جعلت مدينة الأحساء تتصدر قائمة المدن الأعلى حرارة في المملكة.

هكذا تسببت الهند في ارتفاع درجات الحرارة في السعودية

وقد كشف العقيل عن تداخل عدد من العوامل المناخية والطبيعية التي تؤثر بوضوح على مناخ الأحساء، مؤكد أن ما تشهده المنطقة ليس أمر عشوائي أو طارئ، بل نتيجة لظروف مناخية معقدة ومتشابكة.

المنخفض الهندي الموسمي

أشار العقيل إلى أن المنخفض الهندي الموسمي يلعب دور مركزيً في رفع درجات الحرارة في مناطق واسعة من المملكة، وتحديد في الأحساء.

يعرف هذا المنخفض بأنه نظام ضغط جوي منخفض قوي ينشط خلال فصل الصيف ويمتد من الهند إلى شبه الجزيرة العربية، حامل معه كتل هوائية شديدة السخونة وجافة تؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة.

ويمتد تأثير هذا المنخفض إلى مناطق داخلية في السعودية حيث تتزايد درجات الحرارة بفعل قلة الرطوبة وغياب الكتل المعتدلة، لتتحول الأحساء إلى واحدة من أكثر المناطق تأثر بهذا النظام الجوي القاري الجاف.

حركة الرياح

من العوامل المساهمة أيضا في اشتداد الحرارة ما تعرف بـالرياح الهابطة من المرتفعات الجبلية المجاورة.

هذه الرياح تكتسب حرارة إضافية أثناء نزولها من المرتفعات إلى المناطق المنخفضة كالأحساء، ما يؤدي إلى مزيد من التسخين الجوي، ويعرف هذا التأثير في علم المناخ بظاهرة "الرياح الحارة الجافة" أو "الرياح الفِينية".

كما تلعب الرياح المصاحبة للمنخفض الموسمي دور إضافي في زيادة الجفاف وارتفاع الحرارة، خاصة حين تأتي من اتجاهات شبه صحراوية وتخلو من الرطوبة.

الطبيعة الجغرافية والصحراوية للأحساء

تعد المواقع الصحراوية المحيطة بالأحساء أحد أبرز العوامل المؤثرة في تسجيل درجات حرارة مرتفعة فيها.

فالأحساء محاطة بمناطق رملية وجرداء واسعة، تفتقر إلى المسطحات الخضراء أو المائية التي تعمل عادة على تلطيف الأجواء.

ونتيجة لذلك، تمتص الرمال حرارة الشمس خلال النهار وتعيد إشعاعها ليلا، مما يُبقي الحرارة مرتفعة على مدار الساعة.

ويضاف إلى ذلك الطبيعة المنبسطة للمنطقة، والتي لا تسمح بتبدد الهواء الساخن أو حدوث دوران فعال للرياح يساهم في التهوية الطبيعية.

ظواهر مناخية متطرفة

أوضح العقيل أن ما تشهده الأحساء قد لا يكون معزول، بل يدخل ضمن نمط متزايد من الظواهر المناخية المتطرفة التي باتت تسجل في مناطق مختلفة من العالم نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة.

وقال إن العالم يشهد حاليا أنماط جوية غير معتادة تظهر في مناطق محددة وبقوة، مثل ارتفاع غير متوقع في معدلات الأمطار أو موجات حرارة قياسية، كما يحدث في الأحساء.

وهذه الظواهر تتكرر بوتيرة متصاعدة، ما يجعل من الضروري دراسة تلك التحولات بعناية وتحديث استراتيجيات التعامل مع الطقس.

توقعات مستقبلية

في ظل استمرار هذه العوامل مجتمعة، يتوقع الخبراء أن تستمر موجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف في مناطق مثل الأحساء.

ولذلك، يشدد المركز الوطني للأرصاد على ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية، خصوصًا للفئات الأكثر تأثر بالحرارة، مثل كبار السن، الأطفال، والمرضى.

كما يوصى بتجنب الأنشطة الخارجية خلال ساعات الذروة، والحرص على التواجد في الأماكن المكيّفة، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم.