القصة الكاملة لغرق الطفل السعودي فيصل رمزي في نهر في تركيا ولغز الصخرة التي التقطته ومصير جثته

القصة الكاملة لغرق الطفل السعودي فيصل رمزي
  • آخر تحديث

في حادثة مأساوية هزت الرأي العام السعودي والتركي خلال الأيام الماضية، أعلنت السفارة السعودية في تركيا عن العثور على جثمان الطفل السعودي فيصل رمزي، الذي كان قد فقد أثناء رحلة سياحية مع أسرته في إحدى المناطق النهرية بتركيا.

القصة الكاملة لغرق الطفل السعودي فيصل رمزي

وأكدت السفارة في بيان رسمي صدر مساء السبت 31 مايو 2025 أن السلطات التركية المختصة تمكنت من انتشال جثمان الطفل بعد عمليات بحث مكثفة دامت عدة أيام، في ظل تعاون وثيق بين الجهات المعنية والسفارة السعودية في أنقرة.

وقعت الحادثة في منطقة طبيعية نهرية بالقرب من مدينة طرابزون شمال تركيا، وهي وجهة سياحية مفضلة للعديد من العائلات الخليجية، حيث كان الطفل فيصل برفقة أسرته في نزهة عائلية على ضفاف أحد الأنهار الجبلية، حين جرفته المياه القوية في لحظة غفلة، بحسب رواية شهود عيان.

وأطلقت على الفور فرق الإنقاذ التركية عمليات بحث موسعة شاركت فيها وحدات الإنقاذ النهري، وكلاب التتبع، وطائرات الدرون المزودة بكاميرات حرارية.

وبحسب مسؤولين أتراك، فقد واجهت عمليات البحث عدة تحديات أبرزها التيارات المائية القوية، وتضاريس المنطقة الصخرية الوعرة، ما استدعى استخدام تقنيات متقدمة لتحديد الموقع المحتمل لجثة الطفل.

وبعد خمسة أيام من البحث، تم العثور على الجثمان عالق بين الصخور على ضفاف مجرى مائي متفرع من النهر الرئيس، وقد تم التعرف عليه من خلال ملامحه وملابسه التي تم الإبلاغ عنها في بلاغ الفقد.

اللغز الذي حير فرق الإنقاذ: الصخرة التي أوقفت الجثمان

أثارت الرواية التي نشرتها وسائل الإعلام التركية بعد انتشال الجثمان كثير من التعاطف والتساؤل، حيث أشار تقرير أولي إلى أن الجثمان كان عالقاً في تجويف صخري ضيق، وكأن تيار الماء قد قاده بدقة إلى فجوة صغيرة حالت دون جرفه إلى مناطق أعمق أو ضياعه في البحر.

هذه التفاصيل ألهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا والسعودية لاعتبار أن “الصخرة أنقذته من الاختفاء”، واعتبرها البعض بمثابة “رحمة إلهية” حتى يتمكن ذووه من دفنه وفق الشريعة الإسلامية.

في بيانها الرسمي، أكدت السفارة السعودية أن العثور على الجثمان تم بعد تنسيق مكثف مع السلطات المحلية، وقد تولت السفارة منذ اللحظات الأولى متابعة الحادثة وتقديم الدعم الكامل للأسرة.

وأكد البيان أن السفارة ستتكفل بإكمال الإجراءات الرسمية اللازمة لنقل الجثمان إلى السعودية، معرب عن عميق المواساة لأسرة الطفل، وداعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته.

وقدمت السفارة الشكر للسلطات التركية على ما وصفته بـ"الجهود الكبيرة والتعاون الصادق"، مشيدة بحرفية فرق الإنقاذ وسرعة الاستجابة رغم صعوبة المهمة.

أثارت الحادثة موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر وسم #الطفل_فيصل_رمزي قائمة المواضيع الأكثر تداول في السعودية وتركيا خلال الساعات الماضية.

وتناقل المغردون صور للطفل ورسائل تعزية، إضافة إلى إشادات بجهود فرق الإنقاذ التركية والسفارة السعودية.

كما نشر كثير من النشطاء تغريدات تدعو لرفع الوعي بمخاطر السباحة في الأنهار الجبلية والتأكيد على أهمية اتخاذ إجراءات السلامة للأطفال في الرحلات السياحية.

في أعقاب الحادثة، دعت جمعيات السلامة العامة في تركيا إلى ضرورة تعزيز التحذيرات والإرشادات في المواقع السياحية النهرية، خصوصا تلك التي تستقطب السياح غير المحليين.

كما وجه مختصون دعوات للجهات السياحية في السعودية إلى توعية المسافرين، خصوصا العائلات، بأهمية مراقبة الأطفال وتجنب مناطق السباحة غير الآمنة.

ويبقى الحادث تذكير مأساوي بقوة الطبيعة وخطورتها، ويعكس في الوقت نفسه مدى قوة الروابط الإنسانية والتعاون بين الشعوب في مواجهة المحن.

المصادر