عاجل: الحصيني يعلن بداية أيام الصيف والحر الحقيقية في السعودية ويحذر سكان الرياض من ذروة درجات الحرارة في هذا التاريخ

الحصيني يعلن بداية أيام الصيف والحر الحقيقية في السعودية
  • آخر تحديث

تستعد الكرة الأرضية لحدث فلكي سنوي يعد من أبرز التحولات المناخية خلال العام، وهو ما يعرف بـ"الانقلاب الصيفي".

الحصيني يعلن بداية أيام الصيف والحر الحقيقية في السعودية 

ومع حلول هذا الموعد، تدخل مناطق واسعة من نصف الكرة الشمالي مرحلة مناخية جديدة، تترافق مع موجات حر شديدة وتبدلات محسوسة في الطقس.

في قلب شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد جنوب العاصمة السعودية الرياض، تتعامد الشمس على مدار السرطان، معلنة الوصول إلى أقصى مدى لها شمال خلال العام، في ظاهرة تتكرر مرة واحدة فقط سنويا.

متى وأين يحدث الانقلاب الصيفي؟

يتزامن الانقلاب الصيفي مع لحظة فلكية دقيقة تمر فيها الشمس بأقصى ميل لها باتجاه الشمال، وتكون عمودية تماما على دائرة العرض 23.5 درجة شمال، والمعروفة بـ"مدار السرطان".

في هذا الموعد، تسجل الشمس أطول فترة بقاء لها في السماء خلال اليوم، وتقل ساعات الليل إلى حدها الأدنى.

في السعودية، يتجلى هذا المشهد الفلكي بشكل خاص قرب محافظة حوطة بني تميم، جنوب الرياض، حيث تتعامد أشعة الشمس بشكل مباشر، ويصل ظل الأشياء إلى أقصر حالاته، بل ينعدم تماما في بعض المواقع.

بداية فصل الصيف من المنظور الفلكي

من منظور الفلكيين، يمثل هذا اليوم بداية فصل الصيف "الظاهري" أو "الفلكي" في نصف الكرة الشمالي. وعلى عكس التواريخ التقليدية لبداية الصيف المرتبطة بالأرصاد الجوية أو العادات المحلية، فإن هذا التاريخ يرتبط بحركة الأرض حول الشمس وتغيّر ميل محورها.

عند هذه اللحظة، يكون القطب الشمالي مائل مباشرة نحو الشمس، ما يفسر شدة الإضاءة وطول النهار في هذا الجزء من العالم، ويفتح الباب أمام فترة تمتد لأسابيع تعرف بحرارة الصيف القصوى.

حر الانصراف=

في التراث العربي القديم، تم رصد هذه الظاهرة وملاحظة ما يليها من تغيرات في الجو بدقة مذهلة.

فالعرب الأوائل اعتادوا القول: "لا حر إلا بعد الانصراف"، وهي مقولة تعكس إدراكهم العميق بأن ذروة الحرارة لا تبدأ إلا بعد الانقلاب الصيفي.

ورغم أن الإحساس بالحرارة يبدأ في وقت مبكر من العام، إلا أن المرحلة التي تلي هذه الظاهرة هي التي تشهد تصاعد حاد في درجات الحرارة، خاصة في المناطق الصحراوية.

هذا الانقلاب، إذا، ليس مجرد حدث فلكي عابر، بل هو إشارة ضمنية من الطبيعة لدخول مرحلة جديدة من القسوة المناخية.

دلالات فلكية وثقافية تتجاوز الطقس

الانقلاب الصيفي لا يمثل فقط تغير في طول الليل والنهار، بل يحمل في طياته أبعاد أعمق ترتبط بالزراعة، والثقافة، وحتى الطقوس الدينية عند بعض الشعوب.

فعبر العصور، شكل هذا اليوم نقطة مرجعية في حسابات التقويم الزراعي، وتحديد بدايات ونهايات المواسم.

وفي دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بات هذا الموعد إشارة معتمدة على بدء حرارة الصيف القصوى، مما يستدعي استعداد مبكر لمواجهة موجات الحر التي تؤثر على الصحة، الزراعة، وقطاع الطاقة.

تأثير الانقلاب الصيفي على مناخ الجزيرة العربية

المنطقة العربية، وبالذات شبه الجزيرة العربية، تعد من أكثر المناطق تأثر بهذه الظاهرة.

فبمجرد حدوث الانقلاب الصيفي، تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع التدريجي نحو مستويات قياسية، وتستمر على هذا النحو حتى نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر.

تشهد المملكة خلال هذه الفترة تشكل متزايد للكتل الهوائية الحارة والجافة، وتزداد أهمية التعامل مع الطقس الحار من خلال التكييف، وتعديل ساعات العمل، وتأجيل بعض الأنشطة الخارجية.

الانقلاب الصيفي في مرآة العلم والمعرفة

رغم أن الظاهرة قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، إلا أنها نتاج مباشر لتعقيدات فلكية دقيقة تتعلق بميل محور الأرض وحركتها حول الشمس.

ففي كل عام، تحدث هذه الظاهرة فارق في طول النهار والليل، وتعيد ضبط إيقاع الحياة الموسمية على كوكب الأرض.

ولعل من المثير أن نلاحظ كيف أن الشعوب القديمة، قبل اكتشاف علوم الفلك الحديثة، أدركت هذه الظواهر بتأمل دقيق للطبيعة ومراقبة التغيرات في المحيط.

بداية اللهيب وإشارة إلى الحذر

يعتبر يوم الانقلاب الصيفي علامة واضحة على دخول مرحلة مناخية شديدة في أغلب مناطق المملكة العربية السعودية.

وتعد هذه الفترة من كل عام فرصة لإعادة تقييم الاستعدادات للحر، من حيث الطاقة، والصحة العامة، وإدارة الموارد المائية.

إنه اليوم الذي تعلن فيه الشمس عن سيطرتها الكبرى على سماء الشمال، وتبعث برسالة واضحة مفادها: لقد بدأ الصيف الحقيقي، وعلى الإنسان، كما فعل أجداده من قبل، أن يعيد ترتيب حياته بحسب إيقاع هذه الظاهرة العريقة التي تتكرر كل عام، لكنها لا تفقد أبدا هيبتها أو تأثيرها.