السعودية تكشف عن ما سيحدث أثناء صلاة الجمعة القادمة بتاريخ 15 محرم 1447 في جميع مساجد المملكة

السعودية تكشف عن ما سيحدث أثناء صلاة الجمعة القادمة بتاريخ 15 محرم 1447
  • آخر تحديث

في إطار الجهود المتواصلة لترسيخ المبادئ الإسلامية السامية في المجتمع وتعزيز وعي الأفراد بأخطار السلوكيات التي تهدد وحدة الصف وتماسك البناء الأخلاقي. 

السعودية تكشف عن ما سيحدث أثناء صلاة الجمعة القادمة بتاريخ 15 محرم 1447 

أصدر معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، توجيه إلى جميع خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة لتناول موضوع بالغ الأهمية، وهو خطر الشائعات والغيبة والنميمة، وبيان آثارها السلبية على الأفراد والمجتمعات.

توعية دينية لحماية القيم الأخلاقية

يأتي هذا التوجيه الوزاري في سياق حملة توعوية شاملة تهدف إلى الارتقاء بالسلوك المجتمعي من خلال المنابر الدينية، حيث تعد خطب الجمعة وسيلة فاعلة لتوجيه الناس، وتذكيرهم بما يجب عليهم التمسك به من أخلاق، وما ينبغي الابتعاد عنه من سلوكيات منبوذة ومحرمة.

وقد أكد التوجيه على أهمية تسليط الضوء على مخاطر الشائعات وما تسببه من اضطراب في الأمن المجتمعي، وكذلك الغيبة والنميمة التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتفسد العلاقات بين الناس، وتزرع الكراهية والأحقاد، مشدد على ضرورة الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على تحريم هذه الآفات الخطيرة.

محاور رئيسية لتناولها في خطب الجمعة

شمل التوجيه الوزاري عدد من المحاور الجوهرية التي ينبغي على الخطباء تناولها وتوضيحها بأسلوب مؤثر، ومن أبرزها:

  • أولا: التحذير من إطلاق الكلام دون رقابة
    • تضمنت التوجيهات التأكيد على أن الكلمة مسؤولية، وأن كل ما يخرج من لسان الإنسان محسوب عليه ومسجل، استنادا إلى قول الله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾، وهو ما يستدعي من المسلم أن يتحرى الصدق ويضبط ألفاظه ويتجنب الخوض في أعراض الآخرين.
  • ثانيا: خطر نشر الشائعات والتعامل معها بلا تثبّت
    • وجه التوجيه الخطباء إلى توضيح عواقب ترويج الشائعات أو تصديقها دون التحقق منها، مستشهد بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، لأن نقل الأخبار الكاذبة دون التثبت يؤدي إلى الظلم والفتنة، ويفقد الثقة بين أفراد المجتمع.
  • ثالثا: خطورة الغيبة والنميمة على الفرد والمجتمع
    • شددت التوجيهات على بيان أن الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب، ولها آثار مدمّرة على العلاقات الاجتماعية، حيث تشحن القلوب بالبغضاء وتقطع أواصر المحبة، وقد ورد في القرآن الكريم تحذير شديد في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾، و﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾.

الاستدلال بالسنة النبوية في التحذير من هذه الآفات

جاء في التوجيه الوزاري التأكيد على الاستشهاد بأحاديث نبوية شريفة تظهر مدى خطورة هذه السلوكيات، ومنها:

  • حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم».
  • حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: «سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: لا يدخل الجنة نمّام». وهو دليل قاطع على جسامة هذه المعصية وخطورتها في ميزان الشرع.

دعوة لحماية المجتمع من الإشاعات والأحقاد

أكد التوجيه أيضا على أن مسؤولية التحذير من الإشاعات والنميمة لا تقع على الخطباء وحدهم، بل تشمل كل مسلم يجب عليه أن:

  • لا يصغي للغيبة أو النميمة.
  • لا يشارك في نشر الأخبار غير الموثوقة.
  • ينكر المنكر ويذكر الناس بضرورة التوبة والحذر من هذه الكبائر.
  • يكون عنصر بناء لا هدم في مجتمعه، ساعي للخير والإصلاح.

الحفاظ على تماسك المجتمع وأمنه الأخلاقي

إن هذا التوجيه يمثل خطوة بالغة الأهمية نحو تعزيز الانسجام الاجتماعي والتكافل الأخلاقي بين المواطنين، وهو دعوة صريحة للعودة إلى تعاليم الدين الحنيف في التعامل مع الناس، واحترام مشاعرهم وسمعتهم، وتجنب كل ما يضر بالصف الداخلي.

فاللسان إما أن يكون أداة بناء وخير، أو وسيلة هدم وشر، ومن هنا تأتي أهمية هذه الخطب في رفع الوعي وتحذير الناس من زلات الألسنة التي قد تؤدي إلى فساد العلاقات وتفكك المجتمعات.

كلمة توجيهية لكل مسلم

في ظل هذا التوجيه المبارك، ينبغي لكل مسلم أن يراجع نفسه وألفاظه وتصرفاته، وأن يتجنب التهاون في نقل الأخبار أو الاستماع إلى النمامين، وأن يجعل من لسانه سلاح للدعوة والخير، لا وسيلة لهدم القيم.

فلنكن جميعا شركاء في بناء مجتمع متماسك، نقي الأخلاق، طاهر القلوب، قوي بالحق والحكمة.