مطار الملك سلمان يعلن عن توقيع اتفاق كبير سيغير طريقة تزويد الطائرات التجارية والمدينة بالوقود ومصادر تكشف تفاصيل الاتفاق

توقيع اتفاق كبير سيغير طريقة تزويد الطائرات التجارية والمدينة بالوقود
  • آخر تحديث

في خطوة تعد تحول نوعي في مسار التنمية المستدامة داخل قطاع الطيران السعودي، أعلنت شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة "الوقود الحيوي المحدودة" تهدف إلى استخدام وقود الديزل الحيوي كبديل مباشر للديزل الأحفوري، وذلك خلال مراحل الإنشاء والتشغيل الأولية للمطار العملاق الذي يتم تطويره في العاصمة الرياض.

توقيع اتفاق كبير سيغير طريقة تزويد الطائرات التجارية والمدينة بالوقود 

وتعد هذه الاتفاقية واحدة من أولى الخطوات الجادة نحو استخدام مصادر طاقة نظيفة في مشاريع البنية التحتية الكبرى في المملكة، وتتماشى مع مستهدفات "رؤية السعودية 2030" التي تسعى إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز كفاءة الطاقة، وخفض الانبعاثات الكربونية.

وقود حيوي بديل: بداية تحول في قطاع الطيران والمطارات

الديزل الحيوي هو نوع من أنواع الوقود المتجدد ينتج من مصادر نباتية أو زيوت مستعملة، ويتمتع بخصائص احتراق نظيفة مقارنة بالديزل التقليدي.

ومن خلال هذا التعاون، ستتمكن الشركة المنفذة لمطار الملك سلمان من تزويد المعدات والآليات الثقيلة والأنظمة الميكانيكية في موقع المشروع بوقود حيوي يقلل الانبعاثات بنسبة قد تصل إلى 80% مقارنة بالديزل الأحفوري.

وصرحت مصادر مطلعة أن نطاق الاتفاق يشمل أيضا تطوير حلول تكنولوجية تتيح إمكانية توسيع استخدام الوقود الحيوي في مراحل لاحقة لتشمل وسائل الدعم الأرضي للطائرات، بل وإجراء دراسات مستقبلية لاستخدام أنواع معينة من الوقود الحيوي في الطائرات التجارية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في الطيران الأخضر.

أهمية المشروع لمستقبل الطاقة المستدامة في المملكة

تعتبر هذه الاتفاقية نموذج يحتذى به في التزام السعودية بتطبيق معايير الاستدامة البيئية في مشاريعها العملاقة، خصوصا في ظل توجه المملكة لتصبح مركز عالمي للطيران والنقل الجوي من خلال مشروع "مطار الملك سلمان الدولي"، الذي يتوقع أن يصبح أحد أكبر مطارات العالم بطاقة استيعابية تصل إلى 120 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2030.

وتتجاوز أهمية المشروع بعده البيئي لتشمل النواحي الاقتصادية والصناعية، حيث ينتظر أن تسهم هذه المبادرة في تحفيز سوق الوقود الحيوي المحلي، ودعم الابتكار في التقنيات النظيفة، وفتح الباب أمام استثمارات جديدة في قطاع الطاقة المستدامة.

أفادت الشركة المطورة أن الاتفاق يتضمن مراحل تنفيذ زمنية واضحة تبدأ من تزويد معدات الإنشاءات بالديزل الحيوي، على أن تتوسع لاحقا لتشمل مركبات الخدمات الأرضية، ومولدات الطاقة، ومحطات التوزيع داخل المدينة المطار.

كما يشمل الاتفاق التعاون في الأبحاث التطويرية بهدف تكييف بعض أنواع الوقود الحيوي مستقبلا لاستخدامها في المحركات النفاثة، بما يتوافق مع لوائح منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).

وأكدت "شركة الوقود الحيوي المحدودة" أنها ستوفر إمدادات الوقود من منشآت محلية تعتمد على تدوير الزيوت النباتية المستخدمة، مما يعزز مفهوم الاقتصاد الدائري ويقلل من انبعاثات الكربون الناتجة عن النقل والاستيراد.

يتماشى هذا التعاون مع إعلان المملكة التزامها بتحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الكربون بحلول عام 2060، وذلك من خلال مبادرات مثل "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر".

ومن شأن استخدام الديزل الحيوي في مطار الملك سلمان أن يعزز من تصنيف المشروع كواحد من أكثر مطارات العالم التزام بالاستدامة البيئية عند افتتاحه.

كما ستسهم هذه المبادرة في تطوير منظومة معايير جديدة لتشغيل المطارات، ما يمكن السعودية من لعب دور ريادي في التحول البيئي للطيران المدني على مستوى المنطقة والعالم.

المصادر