السعودية تكشف عن التصاميم الجديدة للمدارس في المملكة ولأول مرة يتم تطبيق تصميم معماري ليس له مثيل في العالم يتضمن إزالة هذه الأجزاء الأساسية من مبنى المدرسة

السعودية تكشف عن التصاميم الجديدة للمدارس في المملكة
  • آخر تحديث

في خطوة جريئة وغير مسبوقة على مستوى التصميم المعماري للمؤسسات التعليمية، كشفت وزارة التعليم السعودية، من خلال ذراعها التنفيذي "شركة تطوير للمباني" (TBC)، عن مشروع جديد يشمل بناء 166 مدرسة في مختلف أنحاء المملكة، ضمن 8 وجهات عمرانية طورتها "الشركة الوطنية للإسكان" (NHC).

السعودية تكشف عن التصاميم الجديدة للمدارس في المملكة

المثير في المشروع ليس فقط في عدد المدارس أو توزيعها الجغرافي، بل في طبيعة التصاميم الجديدة التي تعتمد على إزالة الأسوار تماما من المباني المدرسية، للمرة الأولى في تاريخ المملكة، في محاولة لخلق بيئة تعليمية أكثر انفتاح واندماج مع المجتمع المحلي.

مدارس بلا أسوار: تحول جذري في فلسفة البناء التعليمي

بحسب ما أكدته TBC، فإن إزالة الأسوار المحيطة بالمدارس يمثل نقلة نوعية في الفكر المعماري والتربوي في آن واحد، إذ تهدف هذه الخطوة إلى تحويل المدرسة من منشأة مغلقة ومعزولة إلى مركز مجتمعي مفتوح، يشجع على التفاعل الإيجابي بين الطلاب والمجتمع المحلي خارج أوقات الدوام الرسمي.

وتأتي هذه المبادرة تماشي مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع التعليم والتكامل المجتمعي ضمن أولوياتها.

وتتضمن التصاميم الجديدة مساحات خضراء مفتوحة، وأماكن مخصصة للأنشطة العامة، بالإضافة إلى مسارح وملاعب يمكن استخدامها من قبل أفراد المجتمع خلال الفترات المسائية أو في عطلات نهاية الأسبوع، مما يحول المدارس إلى مراكز تفاعلية لا تقتصر على التعليم فقط، بل تتسع للثقافة والترفيه والتوعية.

تفاصيل المشروع: 166 مدرسة في 8 مدن استراتيجية

تبدأ المرحلة الأولى من المشروع في 8 مدن رئيسية هي: الرياض، جدة، الدمام، المدينة المنورة، أبها، خميس مشيط، الطائف، وتبوك.

وتعد هذه المدن ضمن الوجهات العمرانية الحديثة التي طورتها NHC، والتي تتكامل فيها المرافق السكنية والتعليمية والصحية.

ومن المقرر أن تقدم المدارس الجديدة بيئة تعليمية متقدمة، تشمل الفصول الذكية، المختبرات الرقمية، ومساحات الابتكار، مع تطبيق أعلى معايير الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة.

وتسهم هذه المبادرة في توفير أكثر من 50 ألف مقعد دراسي جديد، وتستهدف سد الفجوة في البنية التحتية التعليمية في الأحياء الجديدة، مع مراعاة التوزيع الجغرافي العادل والوصول السهل للطلاب والطالبات.

شراكة بين التعليم والإسكان: نموذج فريد للتكامل القطاعي

يعكس المشروع نموذج مثالي للتكامل بين القطاعين العام والخاص، حيث تعمل وزارة التعليم من خلال TBC على تنفيذ المشروعات، فيما توفر NHC الأراضي والتخطيط العمراني المتكامل.

ويتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تسريع وتيرة التنمية العمرانية والتعليمية معًا، وتحقيق التوازن المطلوب بين السكن والخدمات التعليمية.

كما أن تصميم المدارس بلا أسوار يتماشى مع المعايير العالمية للمدن الذكية والمستدامة، إذ يعزز الشعور بالأمان والانتماء، ويشجع الأطفال على التفاعل الاجتماعي ويقلل من الحواجز النفسية التي تخلقها الجدران المغلقة.

يرى خبراء التربية والمعمار أن هذه التصاميم ستعيد صياغة مفهوم المدرسة في وعي الطالب والمعلم والمجتمع، بحيث تصبح المدرسة امتداد طبيعي للحياة اليومية، وليست مجرد مبنى تقليدي يفتح صباحا ويغلق بعد الظهر.

كما ستتيح هذه المبادرة فرص جديدة لاستخدام المدارس في أنشطة المجتمع المدني، والبرامج الثقافية والفنية، ما يعزز روح التشارك والملكية العامة للمرافق التعليمية.

وتشير التقديرات إلى أن المشروع قد يكون نموذج يحتذى به في دول أخرى، إذا ما ثبتت فعاليته في الدمج بين التعليم والمجتمع في بيئة عمرانية مستدامة وآمنة.

المصادر