الموارد البشرية تنشر تقرير رسمي جديد يكشف تأثير التوطين للوظائف والمهن على اقتصاد المملكة

تقرير رسمي جديد يكشف تأثير التوطين للوظائف والمهن على اقتصاد المملكة
  • آخر تحديث

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن نتائج استثنائية تحققت بفضل البرامج والمبادرات الهادفة إلى دعم التوظيف وتوسيع نطاق التوطين في سوق العمل السعودي، حيث بلغ عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص نحو 2.48 مليون مواطن ومواطنة، وهو رقم قياسي يعكس حجم التقدم في تحقيق أهداف التوطين وتمكين الكفاءات الوطنية.

تقرير رسمي جديد يكشف تأثير التوطين للوظائف والمهن على اقتصاد المملكة 

هذا الإنجاز يأتي كنتيجة مباشرة للجهود المكثفة المبذولة من قبل الجهات المعنية، وعلى رأسها الوزارة، من خلال حزمة برامج دعم وتدريب وإرشاد وتشريعات مرنة حفّزت بيئة العمل في القطاع الخاص لاستيعاب الطاقات السعودية.

صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"

ضمن مساهماته المستمرة في دعم التنمية البشرية وتوفير فرص العمل، ساهم صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) في توظيف 143 ألف مواطن ومواطنة خلال الربع الأول من عام 2025.

وقد بلغت قيمة الإنفاق على برامج التدريب والتأهيل والتمكين المهني والإرشاد نحو 1.83 مليار ريال سعودي، وهو ما يبرز دور "هدف" كمحرك أساسي في تعزيز جاهزية القوى الوطنية وتزويدهم بالمهارات التي تتطلبها أسواق العمل الحديثة.

انخفاض معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي

أحد أبرز المؤشرات الإيجابية التي كشفت عنها الوزارة هو تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى 6.3%، وهو أدنى مستوى يسجل في تاريخ المملكة منذ بدء الرصد الإحصائي.

هذا التراجع الكبير في معدلات البطالة يعكس فاعلية البرامج والمبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الدولة لتحفيز التوظيف وزيادة مشاركة المواطنين في التنمية الاقتصادية.

هذا الانخفاض اللافت لا يعد فقط نتيجة آنية لسياسات مرحلية، بل هو نتاج تراكمي لرؤية طويلة الأمد تعمل على إعادة تشكيل سوق العمل السعودي ليكون أكثر شمولية، وأكثر جذب للكوادر الوطنية من الجنسين.

إنجاز استباقي

أشارت وزارة الموارد البشرية إلى أن المملكة نجحت في تحقيق هدف رؤية 2030 المرتبط بمعدل بطالة 7% قبل الموعد المحدد بست سنوات، متجاوزة بذلك التوقعات ومتجهة بخطى واثقة نحو الهدف الجديد وهو خفض البطالة إلى 5%.

هذا التقدم المذهل يعكس مدى فاعلية الخطط التنفيذية والمراجعات الدورية التي تمّت على مستوى السياسات العمالية وبرامج الدعم.

تمكين المرأة السعودية

في إنجاز نوعي آخر، أظهر التقرير أن معدل البطالة بين السعوديات انخفض إلى 10.5%، وهو الأدنى تاريخيا، مقارنة بـ11.9% في الربع الرابع من عام 2024، وبانخفاض سنوي قدره 3.7 نقاط مئوية عن نفس الفترة من العام الماضي.

هذه النتائج الإيجابية تبرز نجاح المبادرات الوطنية الهادفة إلى تمكين المرأة اقتصادي، وتهيئة بيئة عمل محفّزة وآمنة، تتيح لها الإسهام بفاعلية في سوق العمل وتحقيق الاستقلال المالي.

وقد لعبت السياسات الحكومية دور محوري في دعم المرأة العاملة، من خلال برامج توجيهية وتدريبية، وتعديلات في الأنظمة، ومبادرات نوعية تستهدف القطاعات الواعدة التي تناسب مهارات المرأة السعودية وتطلعاتها.

استراتيجية وطنية لسوق العمل

أكدت الوزارة أن هذه النتائج تمثل ثمرة الاستراتيجية الوطنية لسوق العمل، التي تقوم على تطوير السياسات واللوائح التنظيمية، وتمكين القوى الوطنية، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص وكافة الجهات ذات العلاقة، وتستند هذه الاستراتيجية إلى مقاربة شمولية تركز على:

  • دعم المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق.
  • تشجيع الاستثمار في التدريب المهني والتقني.
  • رفع كفاءة القوى الوطنية في مختلف القطاعات.
  • تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة.

بيئة عمل متجددة تنبئ بتحولات إيجابية مستدامة

تشير هذه الإنجازات إلى أن سوق العمل في المملكة يشهد تحول جذري نحو الاستدامة والمرونة والكفاءة، حيث أصبح أكثر قدرة على استيعاب أبناء الوطن وتمكينهم من الإسهام الفاعل في مسيرة النمو الوطني.

وبينما تسير المملكة نحو مزيد من الإنجازات في ظل رؤية 2030، يبقى تطوير رأس المال البشري حجر الزاوية في بناء اقتصاد مزدهر قائم على المعرفة والابتكار.