تقرير يكشف عن التأثير السلبي الذي لا يمكن التعافي منه بسبب موجات الحر الشديد في السعودية

التأثير السلبي الذي لا يمكن التعافي منه بسبب موجات الحر الشديد في السعودية
  • آخر تحديث

في خضم التحولات المناخية المتسارعة التي يشهدها العالم، لم تعد موجات الحر مجرد ظاهرة موسمية مزعجة، بل تحولت إلى عامل خطير يهدد صحة الإنسان على مستويات متعددة.

التأثير السلبي الذي لا يمكن التعافي منه بسبب موجات الحر الشديد في السعودية 

دراسة علمية حديثة كشفت عن أثر عميق وغير متوقع لهذا النوع من الطقس القاسي: تسريع عملية الشيخوخة البيولوجية للجسم البشري.

التأثير الحراري على الجسم

بينما يشعر معظم الناس بالتعب والإنهاك خلال موجات الحر، فإن ما يحدث داخل الجسم يتجاوز هذا الشعور السطحي بكثير.

تشير الدراسة إلى أن التعرض المتكرر لدرجات الحرارة المرتفعة يؤدي إلى اضطرابات حادة في أنظمة الجسم الحيوية، بدء من المستوى الجزيئي للخلايا ووصول إلى أجهزة الجسم المختلفة.

كيف تسرع الحرارة الشيخوخة البيولوجية؟

  • أولا: اختلال في التعبير الجيني
    • الحرارة المرتفعة تؤثر مباشرة على التعبير الجيني داخل الخلايا، ما يعني أنها تغير طريقة عمل الجينات بشكل مؤقت أو دائم.
    • هذا الاختلال يعطل الأنظمة المسؤولة عن إصلاح الخلايا وتجديد الأنسجة، مما يؤدي إلى تراكم الأضرار الخلوية مع مرور الوقت.
  • ثانيا: زيادة الالتهابات على المستوى الخلوي
    • الدراسة أظهرت أيضا أن موجات الحر تحفز الاستجابة الالتهابية في الجسم، وهي حالة دفاعية طبيعية، لكنها تصبح ضارة عند استمرارها أو تكرارها.
    • الالتهابات المزمنة تسهم في إضعاف مناعة الجسم وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السكري، وأمراض الدماغ التنكسية.
  • ثالثا: ضعف القدرة على مقاومة أمراض الشيخوخة
    • بفعل التأثيرات الحرارية على الخلايا والأنسجة، تصبح آليات الدفاع الطبيعية في الجسم أقل كفاءة.
    • ومع تكرار التعرض للحر، يفقد الجسم تدريجي قدرته على التكيف، مما يجعله أكثر عرضة لأمراض الشيخوخة وتدهور الصحة العامة في سن مبكرة.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

تنبه الدراسة إلى أن بعض الفئات البشرية معرضة بشكل خاص لتأثيرات الحرارة، وهم:

  • كبار السن: بسبب ضعف وظائف التنظيم الحراري في أجسامهم.
  • المرضى المزمنون: ممن يعانون من مشاكل قلبية أو تنفسية أو عصبية.
  • الأطفال: نظرا لعدم اكتمال تطور أجهزتهم الحيوية ونقص قدرتهم على تنظيم الحرارة.

توصيات وإجراءات وقائية ضرورية

في ضوء هذه النتائج، دعا الباحثون إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية حازمة خلال فترات موجات الحر، أهمها:

  • البقاء في أماكن باردة ومكيفة قدر الإمكان.
  • تجنّب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة.
  • الإكثار من شرب الماء وتناول الأغذية المرطّبة.
  • ارتداء الملابس الفاتحة والفضفاضة.
  • الانتباه بشكل خاص لكبار السن والمرضى والأطفال، وتوفير العناية الفائقة لهم خلال الأيام الحارة.

الحرارة خطر بيولوجي لا يستهان به

لم تعد درجات الحرارة المرتفعة مسألة مناخية فقط، بل أصبحت تهديد بيولوجي يتسلل بصمت إلى أجسامنا، مسرع من عملية الشيخوخة ومهدد لصحتنا في المدى الطويل.

التعامل مع هذا التحدي يتطلب وعي جماعي وتخطيط صحي استباقي، لتجنب آثار قد لا تظهر على الفور، لكنها تترك بصماتها على الحياة بأكملها.