هل يجوز صيد الضب والثعلب؟

هل يجوز صيد الضب والثعلب؟
  • آخر تحديث

طرح الشيخ الدكتور سعد الخثلان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، رأي فقهي حول مسألة تثير كثير من التساؤلات لدى العامة، وتتعلق بـ حكم صيد وأكل الثعلب والضبع، خصوصا لأغراض العلاج، وذلك خلال استضافته في برنامج تلفزيوني على قناة الرسالة.

هل يجوز صيد الضب والثعلب؟

وقد بيّن الشيخ الرأي الراجح في المسألة، مستند إلى النصوص الشرعية وأقوال العلماء المعتبرين.

حكم صيد وأكل الثعلب

أوضح الشيخ الخثلان أن صيد الثعلب لا يجوز شرعا، مستند في ذلك إلى قاعدة نبوية وردت في حديث صحيح، مفادها أن النبي ﷺ نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، أي تلك التي تعتمد في افتراسها على أنيابها الحادة.

والثعلب يعد من هذه الفئة، إذ يمتلك أنياب يفترس بها، مما يجعله داخل تحت هذا النهي الشرعي.

حكم أكل لحم الثعلب

أضاف الشيخ أن أكل لحم الثعلب محرم شرعا بحسب القول الراجح عند جمهور الفقهاء، لأنه مصداق لما ورد في النهي النبوي عن أكل السباع، ولا يستثنى من ذلك الثعلب، بل يعد من أوضح الأمثلة على الحيوان المفترس، وبالتالي، لا يجوز صيده ولا تناوله طعاما، سواء بقصد التداوي أو لأي غرض آخر.

حكم أكل الضبع وصيده

أما عن الضبع، فأشار الشيخ الخثلان إلى وجود خلاف فقهي معروف بين العلماء حول حكم أكل لحمه.

فبعض الفقهاء أجازوه، بينما حرمه آخرون، إلا أن الشيخ رجح القول القائل بعدم جواز أكله، لأسباب تتعلق بطبيعة الضبع السبعية، حيث يعد من الحيوانات المفترسة التي تمتلك ناب قوي جدا يستخدم في الافتراس، سواء تجاه الحيوانات أو حتى البشر.

القول الراجح في المنع

استدل الشيخ على تحريمه بأن الضبع من فصيلة السباع، وأنه يفترس بوضوح، ونابه يعد من أشد الأنياب في الحيوانات البرية، ولذلك، فإن من الأرجح شرعا عدم جواز أكل لحمه، ولا صيده لأغراض الأكل أو التداوي.

العلاج لا يكون بما هو محرم

ختم الشيخ الخثلان حديثه بتوضيح مهم يغلق الباب أمام محاولات تبرير صيد وأكل هذه الحيوانات لأغراض علاجية، مشدد على أن العلاج لا يجوز أن يكون بمحرم شرعي.

فإذا كان الأصل في الشيء التحريم، مثل أكل لحوم السباع، فإنه لا يستثنى لأغراض التداوي، لأن الشريعة جاءت بتحريم العلاج بما هو خبيث أو محرم.

الفرق بين الصيد من أجل الأكل وغيره

أشار كذلك إلى وجود فرق بين الصيد المجرد، والصيد من أجل الأكل، فإذا كان الصيد يهدف في جوهره إلى تناول لحم الحيوان المحرم أكله، فإنه في هذه الحالة يصبح محرم من جهتين: جهة الفعل نفسه (الصيد)، وجهة الغاية منه (الأكل أو العلاج)، وهذا ما يجعل المسألة محسومة من الناحية الشرعية.

أوضح الشيخ سعد الخثلان من خلال هذا اللقاء أن كل من الثعلب والضبع يدخلان ضمن قائمة الحيوانات التي لا يجوز صيدها لغرض الأكل أو العلاج، استناد إلى النصوص النبوية والقاعدة الشرعية القائلة بأن كل ذي ناب من السباع محرم أكله.

كما بين أن التداوي لا يستثنى من هذا الحكم، مؤكد أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية في التداوي وعدم الخروج عنها بحجة الضرورة دون تحقق الشروط.