أهم ما جاء في تقرير هيئة الاحصاء حول سكان السعودية في 2025 ونسبة الذكور والاناث في المملكة ونسبة المواطنين والمقيمين

أهم ما جاء في تقرير هيئة الاحصاء حول سكان السعودية في 2025
  • آخر تحديث

في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن استراتيجيتها الطموحة لتحقيق رؤية 2030، كشفت الهيئة العامة للإحصاء في تقريرها السنوي عن بيانات دقيقة وشاملة حول التغيرات السكانية التي طرأت حتى نهاية عام 2024. 

أهم ما جاء في تقرير هيئة الاحصاء حول سكان السعودية في 2025

موضحة أن عدد سكان المملكة قد بلغ 35.3 مليون نسمة، وهو رقم يعكس مزيج من النمو المستقر والتخطيط الدقيق المدروس، إلى جانب فعالية السياسات السكانية والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة.

توازن سكاني مدروس يواكب الطموحات التنموية

يمثل وصول عدد سكان المملكة إلى 35.3 مليون نسمة دليل مباشر على استقرار النمو السكاني ضمن معدلات مدروسة، تعكس نجاح السياسات الحكومية في تحقيق التوازن بين الاحتياجات المجتمعية ومتطلبات التنمية الاقتصادية.

ويعد هذا المؤشر محوري في تقويم الأداء السكاني وقياس كفاءة برامج التنمية المستدامة، خصوصا في ظل التوسع العمراني والتكنولوجي الذي تشهده المملكة في جميع قطاعاتها.

توزيع المواطنين والمقيمين

بحسب ما ورد في التقرير، فإن المواطنين السعوديين يشكلون نحو 55.6% من إجمالي السكان، فيما تمثل نسبة غير السعوديين المقيمين 44.4%، وهو ما يعكس استمرار الدور الحيوي الذي تلعبه الجاليات الأجنبية في دعم سوق العمل والمساهمة في مختلف القطاعات الاقتصادية، إلى جانب السياسات الوطنية الساعية لتوطين الوظائف وتطوير الكفاءات المحلية من خلال برامج تنمية الموارد البشرية.

هذا التوازن السكاني بين المواطنين والمقيمين يعكس سياسة مرنة ومدروسة في التعامل مع الهجرة والعمل، حيث تتجه المملكة نحو بناء اقتصاد متنوع يعتمد على شراكة فعالة بين الطاقات الوطنية والخبرات الدولية.

هيمنة الذكور على التوزيع السكاني

أظهرت البيانات تفوق واضح في نسبة الذكور مقارنة بالإناث ضمن التركيب السكاني، حيث بلغت نسبة الذكور 62.1%، بينما توقفت نسبة الإناث عند 37.9%، هذا التفاوت الكبير يفتح المجال أمام دراسات معمقة لفهم خلفياته، والتي قد ترتبط بعوامل مثل:

  • ارتفاع نسبة العمالة الأجنبية الذكورية.
  • الهجرة المؤقتة المرتبطة بعقود العمل.
  • الاختلال في بعض التخصصات والقطاعات التي يهيمن عليها الذكور.

وتسعى الجهات المختصة إلى تحقيق توازن نوعي في المستقبل من خلال تطوير سياسات التوظيف والتعليم والتمكين المجتمعي، خصوصا فيما يتعلق بدعم دور المرأة في سوق العمل والحياة العامة.

فئة الشباب تسيطر على التركيبة العمرية

من أبرز ما كشفه تقرير الإحصاء هو سيطرة الفئة العمرية النشطة (15–65 سنة) على النسبة الأكبر من إجمالي السكان، إذ تمثل هذه الفئة نحو 74.7%، ما يدل على طابع شبابي يميز المجتمع السعودي، ويمنحه قاعدة قوية للابتكار والإنتاج.

وتشكل هذه الشريحة ركيزة أساسية لأي نهضة تنموية، إذ تمثل المورد البشري الأكثر فعالية في ميادين التعليم، العمل، والبحث العلمي، وفي المقابل، أشار التقرير إلى أن:

  • الفئة العمرية دون 14 عام تمثل 22.5% من السكان، ما يعكس الحاجة المستمرة لتوسيع خدمات التعليم والرعاية.
  • كبار السن فوق 65 عام لا تتجاوز نسبتهم 2.8%، وهي نسبة منخفضة مقارنة ببعض الدول المتقدمة، ما يعكس مرحلة ديموغرافية شابة ما زالت بعيدة نسبيا عن مظاهر الشيخوخة السكانية.

قراءة مستقبلية

تعد البيانات الديموغرافية التي أوردها التقرير السنوي للهيئة العامة للإحصاء أداة مركزية في تخطيط السياسات الوطنية، حيث تعتمد عليها الجهات المختصة في صياغة استراتيجيات التعليم، والرعاية الصحية، والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى أنها تسهم في:

  • التنبؤ باحتياجات البنية التحتية.
  • إعداد برامج التوظيف الملائمة للشرائح العمرية.
  • توجيه الاستثمارات نحو الفئات المجتمعية الأكثر تأثير.
  • دعم القرارات المتعلقة بالتخطيط الحضري وتوزيع الخدمات.

وتؤكد المملكة من خلال هذه الأرقام عزمها على الاستفادة القصوى من ثروتها البشرية في مسيرتها نحو التقدم والنهضة، في ظل بيئة سكانية تتميز بالتنوع والشباب والنمو المتوازن.