السعودية تعلن إنهاء ظاهرة خطيرة كانت تحدث في جميع مواسم الحج منذ بدايتها قبل 1400 سنة وتكشف عن كلمة السر وراء هذا النجاح

إنهاء ظاهرة خطيرة كانت تحدث في جميع مواسم الحج منذ بدايتها قبل 1400 سنة
  • آخر تحديث

في تحول نوعي وغير مسبوق، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن موسم حج 1446 شهد لأول مرة اختفاء شبه كامل لظاهرة الافتراش في المشاعر المقدسة، والتي كانت تعد واحدة من أكثر الظواهر خطورة خلال مواسم الحج على مدى قرون، وخصوصا في عرفات ومزدلفة ومنى.

إنهاء ظاهرة خطيرة كانت تحدث في جميع مواسم الحج منذ بدايتها قبل 1400 سنة

ويعزى هذا الإنجاز إلى التطبيق الصارم لحملة "#لاحج_بلا_تصريح"، التي نفذتها السلطات الأمنية والإعلامية بمستويات عالية من التنسيق والكفاءة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن نتائج هذه الحملة لم تكن أمنية فقط، بل إنسانية وصحية وتنظيمية، إذ ساهمت بشكل مباشر في الحفاظ على أرواح الحجاج، وتقليل الضغط على البنية التحتية، وضمان تقديم خدمات ضيافة متكاملة للحجاج النظاميين.

الافتراش: الظاهرة التي أرقت الحجاج والمنظمين لقرون

منذ بداية مواسم الحج في الإسلام قبل أكثر من 1400 عام، كانت ظاهرة الافتراش في المشاعر المقدسة تمثل تحدي كبير أمام السلطات والمنظمين، حيث كان يلجأ عدد كبير من الحجاج غير النظاميين، أو الذين لا يحملون تصاريح حج، إلى افتراش الطرقات والميادين والمرافق العامة، مما يتسبب في أزمات إنسانية وخدمية، ويزيد من احتمالات الحوادث والتدافع والإصابات، بالإضافة إلى الضغط الهائل على الخدمات الصحية والأمنية.

وقد حاولت السلطات السعودية في العقود الماضية السيطرة على هذه الظاهرة من خلال توعية الحجاج، وزيادة حملات التفتيش، وتوسيع نطاق الخدمات، لكن موسم 1446 شهد الانفراجة الكبرى في هذا الملف.

حملة "لا حج بلا تصريح": استراتيجية أمنية وإعلامية ناجحة

بدأت وزارة الداخلية السعودية، بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة، تنفيذ حملة "لا حج بلا تصريح" قبل أشهر من موسم الحج، وركزت على محورين رئيسيين: منع تسلل الحجاج المخالفين إلى المشاعر، وتكثيف التوعية عبر القنوات الإعلامية والتواصل الاجتماعي حول خطورة الحج بدون تصريح.

واشتملت الخطة الأمنية على أكثر من 150 نقطة فرز أمني في مداخل مكة والمشاعر، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجه، إضافة إلى فرض غرامات صارمة تصل إلى 10 آلاف ريال على من يضبط دون تصريح، وترحيل المقيمين المخالفين، ومنع دخولهم المملكة لمدة تصل إلى 10 سنوات.

أما الجانب الإعلامي، فقد شهد انتشار واسع لرسائل توعوية بعدة لغات، واستهدفت المقيمين في مختلف مناطق المملكة، وتم تعزيزها عبر الشراكة مع مؤثرين ووسائل إعلام محلية ودولية، بالإضافة إلى خطب الجمعة التي سلّطت الضوء على أهمية الامتثال للتعليمات الرسمية.

انعكاسات إيجابية على التنظيم والخدمات

الاختفاء الملحوظ لظاهرة الافتراش انعكس مباشرة على جودة الخدمات في موسم الحج، حيث تمكنت الجهات المنظمة من تقديم خدمات إسكان وإعاشة وصحية بكفاءة عالية للحجاج النظاميين، دون ازدحام أو ضغط خارج عن السيطرة، كما ساهم ذلك في الحفاظ على البيئة، ومنع انتشار الأوبئة، وتحقيق تجربة حج آمنة ومريحة.

وأشار متحدث وزارة الداخلية إلى أن هذا النجاح يمثل نموذج يحتذى في إدارة الحشود وتنظيم الفعاليات الكبرى، وسيتم البناء عليه في المواسم القادمة من خلال تطوير الإجراءات والأنظمة بشكل مستدام.

رؤية 2030: الحج الآمن والمنظم

يتماشى نجاح حملة "لا حج بلا تصريح" مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحسين تجربة ضيوف الرحمن من خلال رفع كفاءة الخدمات، وضمان سلامتهم، وإتاحة أداء النسك في بيئة روحانية منظمة وآمنة.

ويؤكد هذا التحول أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو تحقيق استدامة في إدارة موسم الحج، بأعلى المعايير العالمية.

المصادر