بعد إصدار خريطة جدة الذكية الجديدة.. أسماء أحياء جديدة تم اضافتها لمناطق الهدد وستختفي عن الوجود خلال أسابيع

أسماء أحياء جديدة تم اضافتها لمناطق الهدد وستختفي عن الوجود خلال أسابيع
  • آخر تحديث

تمثل مدينة جدة أحد أهم أركان البنية الحضرية للمملكة العربية السعودية، فهي ليست مجرد ميناء بحري على الساحل الغربي، بل تعد مركز اقتصادي وسياحي حيوي ومتنوع، تتقاطع فيه الحضارة العريقة مع أنماط التحديث المستمرة، في مشهد عمراني متداخل بين أحياء تراثية عتيقة وأخرى حديثة ومنظمة.

أسماء أحياء جديدة تم اضافتها لمناطق الهدد وستختفي عن الوجود خلال أسابيع 

وفي إطار التحول العمراني الجاري وفق رؤية السعودية 2030، تخضع المدينة لسلسلة من مشاريع التأهيل والإزالة وإعادة التخطيط، بهدف رفع جودة الحياة وضمان بيئة حضرية مستدامة.

ما هي مناطق "الهدد"؟ المفهوم والتحديات

تشير تسمية مناطق الهدد إلى الأحياء السكنية ذات الخصائص الجغرافية والعمرانية المتدهورة، وغالبا ما تكون هذه الأحياء منخفضة عن مستوى سطح البحر، ما يجعلها عرضة لتجمعات المياه وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.

لكن الأهم من ذلك، أنها مناطق نشأت عشوائيا دون وجود تخطيط حضري سليم، ما انعكس سلبا على مستوى البنية التحتية والخدمات، وأفرز بيئة غير آمنة وغير صحية للسكان.

رغم احتوائها على مجتمعات سكانية كبيرة، فإن طبيعة البناء غير النظامي فيها وصعوبة إدخال المرافق الحديثة تجعل خيار الإزالة الكاملة أكثر جدوى من ترميمها جزئيا.

المناطق المستهدفة بالإزالة في عام 1447 هـ

وفقا لتقارير الجهات البلدية في جدة، فإن عدد من الأحياء المصنفة ضمن مناطق الهدد سيخضع لعمليات إزالة شاملة خلال العام الهجري 1447، وذلك ضمن خطة تطوير عمرانية كبرى تهدف إلى تحويل هذه المناطق إلى بيئات سكنية منظمة وآمنة، والمناطق التي أُعلن عن إدراجها ضمن المرحلة القادمة للإزالة تشمل:

  • حي المحجر
  • حي بترومين
  • حي غليل
  • حي القريات

وتخطط الجهات المختصة بعد الإزالة إلى إعادة بناء هذه الأحياء ضمن نماذج حديثة متوافقة مع الاشتراطات البيئية والمعمارية المعاصرة، وبما يخدم مستهدفات التنمية الحضرية.

السمات الجغرافية والمناخية لأحياء الهدد

رغم تصنيفها ضمن مناطق منخفضة، فإن هذه الأحياء لا تشهد درجات حرارة مرتفعة بشكل مفرط، حيث تتراوح بين 22 إلى 28 درجة مئوية خلال معظم شهور السنة، ويعزى ذلك إلى القرب الجغرافي من البحر الأحمر، الذي يساعد على تعديل درجات الحرارة نسبيا بفعل حركة الرياح الساحلية.

لكن التحدي الأكبر ليس مناخي، بل يرتبط بضعف البنية التحتية وغياب شبكات الصرف الصحي السليمة، وتهالك شبكات الطرق، وصعوبة وصول الخدمات العامة.

لماذا يتم إزالة هذه الأحياء بدلا من ترميمها؟

يتساءل البعض عن السبب وراء تفضيل الإزالة على الترميم، والإجابة كما وردت من الجهات الرسمية تتلخص فيما يلي:

  • التدهور الهيكلي للبناء: معظم المباني شيدت بشكل عشوائي، ولا تلتزم بالمعايير الإنشائية الحديثة.
  • غياب التخطيط الحضري: الشوارع ضيقة، والخدمات موزعة بشكل عشوائي، ما يجعل من الترميم مهمة شبه مستحيلة.
  • تعذر إدخال البنية التحتية الحديثة: كتمديد شبكات الاتصالات أو شبكات المياه والصرف الحديثة.
  • تهيئة الأرض لمشاريع تنموية: إزالة هذه الأحياء تعد خطوة أولى لإنشاء مشاريع سكنية وخدمية ضمن الخطط العمرانية الكبرى للمملكة.

مناطق لا تخضع للإزالة

في المقابل، هناك العديد من الأحياء في جدة لا تدخل ضمن خطة الإزالة، كونها تتمتع ببنية تحتية متطورة وتخطيط عمراني منظم، ومن أبرز هذه الأحياء:

  • حي الحرازات: يتميز بموقع مرتفع ويندرج تحت بلدية أم السلم.
  • حي العزيزية: يقع شمال شرق المدينة، ويعرف بتنظيمه المدني الجيد.
  • حي النسيم وحي قويزة: يشهدان نمو عمراني ملحوظ شرق جدة.
  • حي الصفاة: يقع ضمن نطاق بلدية المطار.
  • حي المشرفة وحي بن مالك: من الأحياء المستقرة في وسط المدينة.
  • جدة التاريخية: تعد جوهرة المدينة القديمة، وتخضع لبرامج ترميم وتطوير تُحافظ على طابعها التراثي الفريد.

موقع جدة ضمن التقسيم الإداري للمملكة

تنتمي جدة إداريا إلى منطقة مكة المكرمة، وهي ليست محافظة مستقلة بذاتها، وتعد مكة واحدة من 13 منطقة إدارية في المملكة العربية السعودية، لكل منها عاصمة إدارية ومحافظات فرعية، فيما يلي نظرة عامة على التقسيم الإداري:

  • منطقة الرياض – العاصمة: الرياض
  • المنطقة الشرقية – العاصمة: الدمام
  • منطقة مكة المكرمة – العاصمة: مكة
  • منطقة المدينة المنورة – العاصمة: المدينة
  • منطقة القصيم – العاصمة: بريدة
  • منطقة حائل – العاصمة: حائل
  • منطقة عسير – العاصمة: أبها
  • منطقة تبوك – العاصمة: تبوك
  • منطقة نجران – العاصمة: نجران
  • منطقة جازان – العاصمة: جازان
  • منطقة الجوف – العاصمة: سكاكا
  • منطقة الباحة – العاصمة: الباحة
  • منطقة الحدود الشمالية – العاصمة: عرعر

جدة تتغير نحو مدينة متكاملة حضاريا

عمليات الإزالة وإعادة التأهيل في جدة لا تعني تهجير السكان أو طمس الهوية، بل هي خطوات محسوبة تهدف إلى تحويل المدينة إلى حاضرة حضارية حديثة، ذات بيئة عمرانية آمنة، وخدمات متكاملة، ونمط حياة يليق بمكانة المدينة كمركز استراتيجي واقتصادي وسياحي.

التحول قادم، والفرص تتسع، والمدينة التي كانت يوم بوابة الحجاز، تتأهب اليوم لتكون واجهة المستقبل العمراني الحديث في المملكة.