عاجل: هذه الاحياء في جازان تغرق بسبب طفح المجاري

هذه الاحياء في جازان تغرق بسبب طفح المجاري
  • آخر تحديث

في حي المطار بمدينة جازان، تعيش عشرات الأسر معاناة يومية متواصلة منذ أكثر من عامين بسبب طفح مستمر لمياه الصرف الصحي، ما أدى إلى غمر الشوارع، ومحاصرة مداخل المنازل، وانبعاث روائح كريهة لا تطاق، في ظل غياب الاستجابة الفاعلة من الجهات المعنية، وعلى رأسها شركة المياه الوطنية وأمانة منطقة جازان.

هذه الاحياء في جازان تغرق بسبب طفح المجاري 

تقول الأسر إن حياتهم أصبحت رهينة لهذه الكارثة البيئية، التي لم تتوقف عند الإزعاج والروائح، بل تحولت إلى خطر يهدد الصحة العامة، خاصة مع انتشار الحشرات وتلوث الهواء المحيط بمساكنهم، ما جعل البيئة في الحي غير صالحة للعيش الآدمي، حسب تعبيرهم.

تصريحات السكان

  • يحيى طبيقي: نخشى من كارثة صحية قد تفتك بأطفالنا
    • يروي المواطن يحيى طبيقي، أحد سكان الحي المتضررين، تفاصيل الوضع الذي بات مألوف رغم بشاعته: "منذ عامين ونحن نعيش في معاناة لا توصف، الطفح لا يتوقف، خاصة في موسم الأمطار حيث تتضاعف الكارثة، نخشى أن يقع أحد أطفالنا في هذه البرك القذرة، وأصبحنا نعيش في رعب دائم من احتمال تفشي الأمراض بسبب الحشرات والروائح المنبعثة من المجاري."
    • وأضاف أن الحي، ورغم مناشداتهم المتكررة، لا يزال مهمش من قبل الجهات الخدمية، واصف ما يحدث بـ"التقصير المؤسسي الصارخ".
  • يحيى خردلي: الجهات المعنية تكرر نفس الرد دون أي تنفيذ
    • أما المواطن يحيى خردلي، فعبر عن استيائه من طريقة تعامل شركة المياه الوطنية مع بلاغات السكان، موضح أنهم قاموا بتقديم ثلاثة بلاغات رسمية على الأقل، وكان الرد نفسه يتكرر حرفيا في كل مرة: "يقولون لنا: 'نفيدكم بمعالجة بلاغ طفح صرف صحي'، ولكننا لم نر أي أثر للمعالجة، الوضع يزداد سوء، والوعود لا تترجم إلى عمل حقيقي على الأرض."
    • وأكد خردلي أن الروائح الكريهة أصبحت تصل إلى داخل المنازل، وتؤثر على صحة أفراد الأسرة، مشيرا إلى أن التهاون في معالجة المشكلة بات يعد استهتار بكرامة المواطنين وسلامتهم.
  • محمد زيلعي: حلم بيت العمر تحول إلى كابوس يومي
    • من جهته، عبر المواطن محمد زيلعي عن خيبة أمله بعد أن تحول حلمه بشراء منزل لعائلته إلى عبء نفسي ومعيشي دائم، وقال: "كنت أظن أني حققت إنجاز بشراء منزل دائم لعائلتي، لكننا نعيش في حي معدوم الخدمات، لا يوجد أي إشراف أو رقابة من الجهات المختصة. نشعر أننا تركنا لمواجهة هذه المعاناة وحدنا."
    • وأشار إلى أن مشاعر الأسف والندم أصبحت تلاحق سكان الحي بسبب اختيارهم العيش في مكان لا يحظى بأدنى مقومات الحياة الكريمة، داعي المسؤولين إلى زيارة الحي والاطلاع بأنفسهم على الكارثة المتفاقمة.

غياب الحلول يفاقم الأزمة

أجمع سكان حي المطار أن غياب الاستجابة السريعة والفعالة من قبل الجهات المعنية، وعلى رأسها شركة المياه الوطنية وأمانة المنطقة، ليس فقط فشل في أداء الواجب الخدمي، بل يعد أيضا تهديد لصحة وسلامة المواطنين.

ومع استمرار التقاعس الرسمي، اضطر السكان إلى تقديم شكوى مباشرة إلى إمارة منطقة جازان، آملين في تحرك عاجل يضع حد لهذا الإهمال المزمن، ويعيد للحي بيئته الآمنة والحضارية.

نداء مفتوح

يطالب سكان حي المطار بسرعة التدخل من الجهات المختصة لمعالجة شبكات الصرف الصحي المتعطلة، وتنفيذ حلول جذرية بدلا من المسكنات المؤقتة، مؤكدين أن الصبر بلغ منتهاه، وأن الوضع الحالي لا يحتمل التأجيل أو التجاهل أكثر من ذلك.

كما يدعون إلى تشكيل لجنة رقابية مستقلة لمتابعة مشاريع البنية التحتية في الحي، وضمان محاسبة كل جهة قصرت في أداء مسؤولياتها.