أسماء أحياء في جدة لن تكون موجودة خلال أسابيع بعد صدور قرارات عاجلة بإزالتها

أسماء أحياء في جدة لن تكون موجودة خلال أسابيع
  • آخر تحديث

تعتبر مدينة جدة من أبرز مدن المملكة العربية السعودية، ليس فقط لمكانتها الاقتصادية والسياحية، بل لدورها الحيوي كميناء رئيسي يطل على ساحل البحر الأحمر.

أسماء أحياء في جدة لن تكون موجودة خلال أسابيع

وبفضل موقعها الاستراتيجي وتنوعها السكاني والثقافي، أصبحت جدة محور حضري ديناميكي، تجمع بين التاريخ العريق والمعمار الحديث، وتحتضن مزيج عمراني متنوع يعكس مراحل تطورها عبر العقود.

ورغم هذا النمو المتسارع، لا تزال المدينة تواجه بعض التحديات المرتبطة بالمناطق العشوائية أو ما يعرف محليا بـ"مناطق الهدد"، التي باتت تشكل عبئ حضري وبيئي وتحدي كبير أمام طموحات التطوير.

ما هي مناطق "الهدد"؟ 

في السياق العمراني المحلي، يطلق مصطلح "الهدد" على المناطق التي نشأت بدون تخطيط رسمي، وغالبا ما تقع في مواقع منخفضة نسبيا، ما يجعلها عرضة لتجمع مياه الأمطار والسيول.

تتميز هذه المناطق بعدم انتظام الشوارع، واختلاط الاستخدامات السكنية بالخدمية، وغياب شبكات بنية تحتية متطورة، مثل أنظمة الصرف الصحي والمياه والكهرباء الحديثة.

وتشكل هذه المناطق تحدي للجهات البلدية والتنظيمية، إذ إنها غالبا ما تنمو بصورة عشوائية، وتتوسع دون مراعاة للاشتراطات الإنشائية، مما يؤدي إلى تدهور بيئتها العمرانية وتراجع جودة الحياة فيها.

أسباب إزالة هذه المناطق

من الأسئلة الشائعة التي يطرحها سكان المناطق المستهدفة بالإزالة: لماذا لا تتم إعادة تأهيل هذه الأحياء بدلا من هدمها؟ وتجيب الجهات المختصة بأن حجم التشوهات العمرانية في هذه الأحياء، وافتقارها إلى البنية التحتية السليمة، يجعل من الترميم عملية غير مجدية على المدى الطويل.

تفضل الجهات المسؤولة إزالة هذه المناطق بالكامل وإعادة تخطيطها من الصفر، بما يتوافق مع معايير السلامة، وأنظمة التخطيط الحضري الحديثة، وبما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع تطوير المدن السعودية ضمن أولوياتها، من خلال مشاريع إسكان حديثة، وأحياء متكاملة الخدمات، ومرافق عامة متقدمة.

المناطق التي تشملها الإزالات في جدة خلال عام 1447هـ

في إطار الخطة التطويرية المعلنة، أدرجت الجهات المختصة عدد من الأحياء ضمن قائمة المناطق التي ستخضع للإزالة وإعادة التخطيط خلال العام الهجري 1447، وتشمل القائمة أحياء ذات كثافة سكانية متوسطة إلى مرتفعة، تعاني من ضعف في الخدمات وتهالك في البنية التحتية، ومن أبرزها:

  • حي المحجر
  • حي بترومين
  • حي غليل
  • حي القريات

هذه المناطق تعد من أقدم الأحياء في جدة، وقد شهدت توسع عشوائي عبر السنوات دون تنظيم عمراني مدروس، مما جعلها عرضة للمخاطر البيئية والعمرانية، وسبب في معاناة السكان من ضعف الخدمات الأساسية.

الخصائص المناخية والجغرافية لهذه المناطق

رغم أن هذه الأحياء تقع في مناطق منخفضة من الناحية الطبوغرافية، إلا أن مناخها لا يختلف كثيرًا عن بقية مناطق جدة، إذ تتراوح درجات الحرارة فيها بين 22 إلى 28 درجة مئوية في معظم شهور السنة، وذلك بفضل تأثير البحر الأحمر المجاور، الذي يساهم في تلطيف الأجواء.

ورغم التحديات العمرانية، فإن هذه الأحياء ليست خالية تماما من الخدمات، إذ تحتوي على مرافق تعليمية، ومراكز صحية، ومحلات تجارية، إلا أن الخدمات الأساسية، كالصرف الصحي، والمياه، وتصريف مياه الأمطار، بحاجة إلى تحديث جذري.

مناطق لا تشملها الإزالة

في المقابل، تضم جدة عدد كبير من الأحياء الحديثة والمطورة، التي تم بناؤها وفق خطط تنظيمية واضحة، وتحظى بشبكات بنية تحتية قوية ومرافق متكاملة، ومن أبرز هذه الأحياء:

  • حي الحرازات (مرتفع نسبيا وضمن نطاق بلدية أم السلم)
  • حي العزيزية (من الأحياء المنظمة في شمال شرق المدينة)
  • حي النسيم
  • حي قويزة (يشهد توسع عمراني متسارع في شرق جدة)
  • حي الصفاة
  • حي جدة التاريخية (أحد أبرز الأحياء التراثية في المملكة)
  • حي المشرفة
  • حي بن مالك

هذه الأحياء تمثل صورة مختلفة تماما عن أحياء الهدد، حيث التنظيم العمراني الجيد، والخدمات المتوفرة، والمرافق الحديثة، ما يجعلها نماذج يحتذى بها في التطوير الحضري.

جدة ضمن النظام الإداري للمملكة

من الناحية الإدارية، تتبع مدينة جدة منطقة مكة المكرمة، وهي واحدة من 13 منطقة إدارية في المملكة، ولكل منطقة عاصمة ومحافظات تابعة.

وتعد جدة ثاني أكبر مدينة في المملكة من حيث عدد السكان، وتلعب دور مركزي في الاقتصاد الوطني، خصوصا في قطاعات السياحة، التجارة، والخدمات اللوجستية.

وفيما يلي التقسيم الإداري الكامل للمملكة:

  • الرياض – العاصمة: الرياض
  • الشرقية – العاصمة: الدمام
  • مكة المكرمة – العاصمة: مكة
  • المدينة المنورة – العاصمة: المدينة
  • القصيم – العاصمة: بريدة
  • حائل – العاصمة: حائل
  • عسير – العاصمة: أبها
  • تبوك – العاصمة: تبوك
  • نجران – العاصمة: نجران
  • جازان – العاصمة: جازان
  • الجوف – العاصمة: سكاكا
  • الباحة – العاصمة: الباحة
  • الحدود الشمالية – العاصمة: عرعر

نحو مستقبل حضري مستدام

تشير الخطط المستقبلية إلى توجه واضح نحو تحويل جدة إلى مدينة عالمية المستوى من حيث التنظيم الحضري، والنقل، والخدمات، وجودة الحياة.

وتعد إزالة المناطق العشوائية جزء أساسي من هذا التوجه، إذ تهدف إلى إحلال أحياء عصرية مكانها، تتسم بالمرونة البيئية، والسلامة الإنشائية، والقدرة على استيعاب النمو السكاني المتزايد.

في ظل هذا التحول، تبرز جدة كواجهة حضارية متجددة، تمزج بين ماضيها الغني وتراثها العريق، وبين مشاريعها المستقبلية التي تواكب معايير المدن الذكية والحديثة.