المسند يكشف سبب تضخم القمر في سماء السعودية هذه الأيام خاصة عند الشروق والغروب

المسند يكشف سبب تضخم القمر في سماء السعودية
  • آخر تحديث

يلاحظ كثير من الناس حول العالم أن الأجرام السماوية، مثل الشمس أو القمر، تبدو بحجم أكبر عند قربها من الأفق، خاصة في لحظات الشروق والغروب، مقارنة بحجمها الظاهر عند وجودها في كبد السماء.

المسند يكشف سبب تضخم القمر في سماء السعودية 

هذه الظاهرة المثيرة للاهتمام كانت وما زالت موضع تساؤلات علمية وفلسفية، وقد أوضحها أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند بأسلوب علمي مبسط، كاشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الانطباع الشائع، مؤكد أنه ليس أكثر من خدعة بصرية يتعرض لها العقل البشري.

وفيما يلي نعرض تفصيل موسع لأسباب هذه الظاهرة بناء على ما فسره الدكتور المسند، مع استعراض العوامل المؤثرة على إدراك حجم الأجرام السماوية.

الإدراك البصري ومفهوم "الخداع"

وفقا للدكتور عبدالله المسند، فإن ظاهرة كبر حجم الشمس أو القمر عند الأفق هي وهم بصري ناجم عن طبيعة إدراك العين البشرية، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى وجود مراجع بصرية مألوفة في محيط الرؤية.

  • أولا: المقارنة البصرية اللاواعية مع عناصر البيئة
    • عندما يرى الإنسان القمر أو الشمس وهي قريبة من الأفق، فإن نظره يلتقط في الوقت ذاته أجسام مألوفة مثل:
      • الأشجار
      • المباني
      • الجبال
      • أو حتى الخطوط الأفقية للأرض

وجود هذه العناصر يجعل العقل يقارن لا شعوري بين حجم الجرم السماوي وهذه الأشياء القريبة، فيتم تضخيم حجم الجرم السماوي في الذهن، فيظهر للمراقب كأنه أكبر مما هو عليه في الواقع.

لكن في اللحظة التي يكون فيها القمر أو الشمس في منتصف السماء (أي فوق الرأس)، تغيب هذه المقارنات لأن الأفق البصري يصبح خاليا من الأجسام الأرضية التي اعتدنا مقارنتها، فيظهر القمر أو الشمس بالحجم الحقيقي الذي تتقبله العين، دون تضخيم.

تأثير الغلاف الجوي على الصورة

  • ثانيا: كثافة الغلاف الجوي والانكسار الضوئي
    • عامل آخر يفسر هذه الظاهرة وهو التأثير البصري الناتج عن كثافة طبقات الغلاف الجوي عند الأفق، حين تكون الشمس أو القمر قريبة من الأفق، يمر ضوءها عبر طبقات كثيفة ومضغوطة من الغلاف الجوي، والتي بدورها تتسبب بـ:
      • انكسار الضوء القادم من الجرم السماوي
      • تشويه طفيف في الصورة يؤدي إلى تمددها أفقي بطريقة لا تلاحظها العين المجردة

ورغم أن هذا التشويه لا يحدث فرق كبير في حجم الجرم الحقيقي، إلا أنه يسهم في تضخيم الانطباع البصري العام، ويعزز وهم الحجم الأكبر الذي تشعر به العين.

الحجم الحقيقي لا يتغير

شدد الدكتور المسند في توضيحه على أن حجم القمر أو الشمس لا يتغير فعليا أثناء حركتهما في السماء، أي أن:

  • القطر الظاهري للقمر أو الشمس يبقى ثابت في مختلف مواقع السماء
  • الفرق يكمن في طريقة استقبال العقل للصورة
  • التأثير كليا ناتج عن الإدراك البصري والتفسير العقلي

وهذا يعني أن كل ما نراه من "كبر" أو "صغر" في حجم الشمس والقمر هو خداع بصري طبيعي وشائع يمر به الجميع دون استثناء، وقد فسرته الدراسات العلمية النفسية والبصرية عبر سنوات طويلة.

كيف نتعامل مع هذا الوهم البصري؟

رؤية القمر أو الشمس بحجم أكبر عند الأفق هي تجربة جمالية ساحرة، لكن من المهم إدراك حقيقتها العلمية حتى لا يبنى عليها فهم خاطئ.

وهذه الظاهرة هي مثال رائع على مدى تعقيد العلاقة بين العين والعقل والواقع، حيث أن ما نراه ليس دائما ما هو موجود فعليا.

ويعد تفسير الدكتور عبدالله المسند بمثابة توعية علمية مبسطة لفهم ظواهر طبيعية نعيشها يوميا، لكنها تخضع لقوانين الفيزياء والإدراك الحسي وليس للتغيرات الفعلية في الطبيعة.