تحولات كبرى في قوانين العمل بالسعودية: ما الذي ينتظر المقيمين؟

تحولات كبرى في قوانين العمل بالسعودية
  • آخر تحديث

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية عن حزمة من التعديلات الجوهرية على نظام العمل المعتمد في المملكة، وذلك ضمن جهود مستمرة لتحديث التشريعات وتعزيز بيئة العمل بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.

تحولات كبرى في قوانين العمل بالسعودية

وتستهدف التعديلات الجديدة تنظيم العلاقة التعاقدية بين أصحاب العمل والموظفين، مع التركيز على حماية حقوق العمال من مختلف الجنسيات، بما فيهم المقيمون.

وتمثل هذه الخطوة واحدة من أكبر المراجعات التي شهدها قانون العمل في المملكة خلال السنوات الأخيرة، حيث تشمل التعديلات المرتقبة آليات الإجازات، شروط تجديد العقود، وآليات صرف مكافأة نهاية الخدمة، في إطار توجه حكومي أوسع لتعزيز تنافسية سوق العمل السعودي واستقطاب الكفاءات.

تفاصيل التعديلات الجديدة في نظام العمل

شملت التعديلات عدة جوانب تنظيمية، كان من أبرزها:

  • الإجازات السنوية: رفعت التعديلات عدد أيام الإجازة السنوية للموظفين من 21 يوم إلى 30 يوم للموظفين الذين قضوا أكثر من خمس سنوات في نفس المنشأة، وذلك بهدف رفع مستوى التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
  • الإجازات الطارئة والمناسبة: تم تقنين إجازات الزواج والوفاة والمولود لتكون مدفوعة بالكامل ولمدد تتراوح بين 3 إلى 5 أيام بحسب الحالة، إضافة إلى تحسين تنظيم الإجازات المرضية وربطها بمنصات إلكترونية لتسهيل الإجراء.
  • عقود العمل: ألزمت التعديلات الجديدة أصحاب العمل بمنح الموظف نسخة من العقد المبرم معه، وتحديد فترة التجربة بوضوح، مع وضع سقف زمني أقصاه 90 يوماً قابلة للتمديد مرة واحدة بموافقة الطرفين.
  • نهاية الخدمة: تضمنت التعديلات تحسينات في آلية احتساب مكافأة نهاية الخدمة، بحيث تشمل كامل الأجر الأساسي مضاف إليه البدلات المنتظمة، مع ضمان صرف المكافأة حتى في حال فسخ العقد من الطرف العامل ضمن ضوابط محددة.

انعكاسات التعديلات على المقيمين في السعودية

تمثل التعديلات دفعة قوية في اتجاه تحسين ظروف العمل للمقيمين، خاصة مع تركيز الحكومة على جذب الكفاءات وتحسين المؤشرات الدولية في بيئة العمل، ومن المتوقع أن توفر التعديلات حماية قانونية أكبر للعمالة الوافدة، وتحد من الممارسات التعسفية التي كانت تقع في بعض القطاعات سابقا.

كما تسهم هذه التحديثات في تقليل النزاعات العمالية من خلال توحيد النصوص التنظيمية، وربطها بمنصات إلكترونية مثل "مُدد" و"قوى" لتوثيق العقود والإجازات ونهاية الخدمة بشكل إلكتروني موحد ومعتمد.

رؤية مستقبلية وتعزيز للشفافية

أكدت وزارة الموارد البشرية أن التعديلات جزء من خارطة إصلاحية أشمل تسعى لتطوير سوق العمل وتحقيق الشفافية والعدالة التعاقدية.

كما أطلقت الوزارة حملة توعوية تستهدف العاملين وأصحاب العمل لتعريفهم بالحقوق والواجبات وفق النظام الجديد، مع توفير أدلة استرشادية بعدة لغات لضمان وصول المعلومة لجميع الجنسيات العاملة في المملكة.

ومن المرتقب أن تبدأ الجهات المعنية بتنفيذ التعديلات الجديدة بشكل تدريجي بدءاً من النصف الثاني من عام 2025، مع متابعة دقيقة لمدى التزام المنشآت وتقييم الأثر التشريعي.

المصادر