السعودية تخالف التوقعات وتحدد الجنسيات التي يسمح لها بالعمل في محلات البقالة من بداية 1447

الجنسيات التي يسمح لها بالعمل في محلات البقالة من بداية 1447
  • آخر تحديث

تمضي المملكة العربية السعودية قدما في تنفيذ خططها الطموحة لتوطين الوظائف وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة، في سياق سعيها لتحقيق أهداف "رؤية المملكة 2030"، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مشاركة السعوديين في سوق العمل.

الجنسيات التي يسمح لها بالعمل في محلات البقالة من بداية 1447 

ويعد توطين الوظائف في قطاع التجزئة، ومنه قطاع البقالة والتموينات، أحد المسارات الحيوية التي تتبناها الدولة لتحقيق هذا التحول.

قرارات وزارة الموارد البشرية بشأن توطين قطاع التجزئة

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مجموعة من القرارات التنظيمية التي طالت عدد من الأنشطة التجارية، والتي شملت 12 نشاط رئيسي، مثل:

  • محلات الملابس الجاهزة وملابس الأطفال.
  • المستلزمات الرجالية.
  • محلات السيارات والدراجات النارية.
  • محلات الأثاث المنزلي والمكتبي الجاهز.
  • محلات الأواني المنزلية.

وقد تم قصر العمل في هذه القطاعات بشكل كامل على المواطنين السعوديين من الجنسين، وذلك ضمن خطة شاملة لإعادة هيكلة سوق العمل وتوفير الفرص لأبناء وبنات الوطن.

توطين جزئي في محلات البقالة والتموينات

بالنسبة لمحلات البقالة والتموينات، فقد تم تطبيق نظام توطين جزئي يستهدف المناصب القيادية والإشرافية داخل هذه المتاجر، ومن أبرز الوظائف التي تم قصرها على المواطنين السعوديين بنسبة 50%:

  • مدير الفرع.
  • مساعد مدير الفرع.
  • مدير القسم.

ويعد هذا التدرّج خطوة تمهيدية نحو توطين أوسع في هذا القطاع مستقبل، بالتوازي مع دعم الكفاءات الوطنية وتأهيلها للقيام بأدوار أكثر فعالية.

الجنسيات المسموح لها بالعمل في محلات البقالة

أوضحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن السماح لبعض الجنسيات بالعمل في محلات البقالة يخضع لاعتبارات تنظيمية تتوافق مع سياسة التوطين التدريجية.

ولم يعلن عن قائمة نهائية ومحددة بكافة الجنسيات، إلا أن القرارات الصادرة تؤكد أن الأولوية في التوظيف ستكون دومًا للمواطن السعودي.

كما تم التشديد على أصحاب الأعمال بضرورة التأكد من قانونية الوضع الوظيفي للموظفين العاملين لديهم، والتزامهم بالضوابط الجديدة، وهو ما قد يترتب عليه مراجعة عقود التوظيف وإجراء تغييرات تنظيمية داخل المؤسسات.

تأثيرات متوقعة على السوق والعمالة الوافدة

من المتوقع أن تحدث هذه القرارات تحولات جوهرية في سوق العمل المحلي، لا سيما في قطاع التجزئة والمواد الغذائية، ومن أبرز التأثيرات المحتملة:

  • إعادة هيكلة القوى العاملة داخل محلات البقالة، مع إمكانية إحلال السعوديين تدريجيا محل بعض الجنسيات الوافدة.
  • زيادة الطلب على الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في هذا القطاع، مما يفتح المجال أمام الشباب والفتيات لاكتساب مهارات مهنية جديدة.
  • قلق بعض أصحاب المتاجر من صعوبة إيجاد بدائل سريعة للعمالة الوافدة ذات الخبرة، خصوصا في ظل ندرة الكفاءات المدربة محليًا.

دور الدولة في دعم التوطين وتدريب السعوديين

لتسهيل عملية التوطين وضمان نجاحها على المدى الطويل، تعمل الجهات الحكومية المختصة على عدة محاور، منها:

  • إطلاق برامج تدريب مهني متخصصة لرفع كفاءة السعوديين الراغبين في الانضمام لسوق العمل في قطاع البقالة والتجزئة.
  • تقديم حوافز مالية لأصحاب الأعمال الذين يلتزمون بنسب التوطين المحددة.
  • تعزيز الرقابة الميدانية لضمان تنفيذ القرارات وعدم التلاعب في التوظيف الصوري أو التحايل على الأنظمة.

تنظيم سوق العمل ضمن بيئة اقتصادية مستدامة

تهدف هذه الإجراءات إلى تحقيق توازن فعال بين أهداف التنمية الاقتصادية الوطنية وحماية مصالح المستثمرين في قطاع التجزئة، كما تسعى الحكومة من خلالها إلى:

  • تقليص معدلات البطالة.
  • دعم الاستقرار الاجتماعي.
  • تحفيز الشباب على الانخراط في المهن التجارية والاعتماد على الذات.

مسار جديد لسوق العمل السعودي

تؤكد الخطوات المتسارعة في مجال التوطين أن السعودية تمضي بثقة نحو بناء سوق عمل أكثر انضباط وكفاءة.

ورغم التحديات التي قد تواجه بعض القطاعات، إلا أن الأثر الإيجابي طويل الأمد ينعكس في توفير فرص عمل حقيقية للمواطنين، وتحسين جودة الخدمات المقدمة في الأسواق.

إن محلات البقالة، رغم بساطتها، تشكل نقطة انطلاق مهمة لكثير من السعوديين نحو سوق العمل، لا سيما إذا ترافقت الجهود الحكومية مع وعي أصحاب المتاجر بأهمية المساهمة في بناء اقتصاد محلي مزدهر.