هيئة الطرق تعلن عن استخدام مواد جديدة في طرقات السفر بين مدن المملكة تحمي من الحوادث المرورية

استخدام مواد جديدة في طرقات السفر بين مدن المملكة تحمي من الحوادث المرورية
  • آخر تحديث

تواصل المملكة العربية السعودية جهودها الرائدة في تطوير البنية التحتية لقطاع النقل، لاسيما ما يتعلق بشبكة الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، التي تعد شريان حيوي للحركة الموسمية خلال موسم الحج والعمرة.

استخدام مواد جديدة في طرقات السفر بين مدن المملكة تحمي من الحوادث المرورية 

وفي هذا السياق، تبنت الهيئة العامة للطرق نهج تقني متطور يعتمد على أحدث المعدات العالمية في مجال صيانة الطرق، من أبرزها استخدام معدة مبتكرة لإعادة التدوير الكلي للأسفلت وطبقاته السفلية مباشرة في الموقع، والمعروفة باسم تقنية FDR (Full Depth Reclamation).

تقنية ذكية لإعادة تأهيل الطرق من الجذور

تعد تقنية FDR إحدى أبرز تقنيات إعادة التدوير البارد المطبقة ميداني، حيث تقوم هذه المعدات الخاصة بطحن كامل الطبقات الإسفلتية والترابية الواقعة أسفلها في نفس موقع العمل، دون الحاجة لنقل المواد أو تفكيك الطريق بالكامل.

كما تتيح هذه الآلية المتقدمة إضافة مواد تثبيت مثل الإسمنت ومواد أخرى محسنة، لتكوين قاعدة صلبة ومتجانسة تدعم الرصف الجديد بكفاءة عالية.

تقليل التكاليف والزمن

من أبرز فوائد استخدام FDR أنها تسهم في خفض التكاليف بنسبة تتراوح بين 40% و70% مقارنة بالطرق التقليدية، وذلك نتيجة الاستغناء عن مراحل النقل والتفريغ والردم.

كما أن التقنية تتيح إعادة فتح الطريق أمام الحركة الخفيفة في اليوم ذاته، وهو عامل بالغ الأهمية لتقليل الأثر المروري واللوجستي، خاصة في المناطق الحساسة كالمشاعر المقدسة.

كذلك، تسهم هذه التقنية في تعزيز القدرة الإنشائية للبنية التحتية للطريق، إذ تنتج طبقة أساس قوية ومتماسكة تدعم الرصف العلوي وتطيل من عمره الافتراضي، مما يحقق وفورات طويلة الأمد في الصيانة والإصلاح.

نهج مستدام وصديق للبيئة

من النواحي البيئية، تعد تقنية FDR واحدة من أكثر حلول الصيانة استدامة، إذ تعيد استخدام ما يقارب 100% من المواد المستخرجة من الطريق القائم، مما يؤدي إلى:

  • تقليل الاعتماد على المواد الخام بنسبة تزيد عن 40%.
  • خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن عمليات النقل والاستخراج.
  • تسريع زمن تنفيذ المشروع بنسبة تفوق 40%، بما يضمن التوافق مع الخطط الزمنية الطموحة للمشاريع.

هذه المزايا تجعل من التقنية خيار مثالي ليس فقط من منظور الكفاءة الاقتصادية، بل أيضا من منظور الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

دعم رؤية المملكة 2030 وتحسين جودة الطرق

تأتي هذه الخطوة ضمن إطار إستراتيجية الهيئة العامة للطرق الرامية إلى تبني الحلول الابتكارية والتقنيات الحديثة، بما يدعم رؤية السعودية 2030، التي تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية لموسم العمرة إلى 30 مليون معتمر سنويا، وتحسين جودة الحياة، وخفض نسب الحوادث والوفيات على الطرق.

وقد أعلنت الهيئة سابقا عن نيتها التوسع في استخدام هذه المعدات المتطورة، كجزء من مساعيها لرفع مؤشر جودة الطرق إلى المرتبة السادسة عالميا، وتقليل عدد الوفيات المرورية إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول عام 2030، وهو ما يعكس التزام وطني بتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة في قطاع النقل.